نسخة تجريبيـــــــة
آداب الطريق

لأهل الطريق آداب عظيمة عند المدرسة الشاذلية ، فالطريق عندهم لا اعتذار فيه ، ولا مسامحة، ولا دعة ، وعندهم المؤاخذة باللسان ، وعدم الصفح فيما لا يسمح به الشرع، والمسامحة فى حقوقهم وما يرجع إليهم، ومعاملة الناس بالرحمة والشفقة والمناصحة، وتطهير النفس من كل خلق دنىء، وتحليتها بكل خلق سنى، وأن لا يختاروا لأنهم مع ما اختاره الله لهم، ولا يعرجوا على مباح لأنه تضييع للوقت، ومن آداب طريقهم المجاهدات البدنية من الجوع والعطش ، ومقاساة الأربع : الموت الأبيض (الجوع) ، والموت الأحمر (مخالفة الهوى) ، والموت الأسود (تحمل الأذى) ، والموت الأخضر (طرح الرقاع بعضها على بعض) ، ومن طريقهم طرح الكونين من قلوبهم، والقناعة ، والنظر فى عيوبهم ، والاشتغال بنفوسهم، والتعامى عن عيوب الناس، ونشر محاسنهم والنظر لهم بعين التعظيم، فلا يرون أنفسهم أفضل من أحد، ومن طريقهم : التلذذ بالطاعات فى الخلوات والجلوات، ومراعاة الأنفاس مع الله ، وحفظ الخاطر مع الله، والرضا عنه  تعالى([1]).

أما عن آداب الحضرة فيحدثنا الشيخ أبو الحسن الشاذلى رحمه الله فيقول: "آداب الحضرة ثلاثة: دوام النظر، وإلقاء السمع، والتوطين لما يرد من الحكم"([2]).

أما عن آداب السالك سواء أكان متجردا أو متسببا ، فيذكرها الشيخ أبو الحسن الشاذلى فى قوله : " أربعة آداب إذا خلا الفقير المتجرد منها فاجعله والتراب سواء: الرحمة للأصاغر، والحرمة للأكابر، والإنصاف من النفس، وترك الانتصاف لها. وأربعة آداب إذا خلا الفقير المتسبب منها فلا تعبأن به وإن كان أحدهم أعلم البرية: مجانبة الظلمة، وإيثار أهل الآخرة، ومواساة ذوى الفاقة، ومواظبة الخمس فى الجماعة"([3]).

أما أدب اختيار الصاحب : فيقول الشيخ أبو الحسن الشاذلى: "لا تصحب من يؤثر نفسه عليك، فإنه لئيم، ولا من يؤثرك على نفسه، فإنه لا يدوم، واصحب من إذا ذكر الله ذكر، فالله ينوب عنه إذا فقد، ويغني به إذا شهد، ذكره نور القلب، وشهوده مفتاح الغيوب، وليكن قصدك الله، وحبك الموت مع كل قدم، ولا تطل أملك، ولا تصحب من هو بهذا الوصف ولا تعول عليه، وارفضه بأول قدم، وعامله بالمعروف مدة الصحبة معك"([4]).

 


(1) ابن عطاء الله السكندرى ، مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح (ص 67 - 71) .

(2)  ابن عياد الشافعى ، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 68 (ط الحلبى) .

(3)  ابن عياد الشافعى ، المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية، ص 68 (ط الحلبى) .

(4) ابن الصباغ ، درة الأسرار، ص 88.

 


التقييم الحالي
بناء على 46 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث