قال الله تعالى في الوصية العامة ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى:13] فأمر الحق سبحانه بإقامة الدين وهو شرع الوقت في كل زمان وملة وأن نجتمع عليه ولا نتفرق فيه؛ فإن يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئبُ القاصيةَ من الغنم وهي البعيدة التي شردت وانفردت عما هي الجماعة عليه.
أوصى حكيم أولاده عند موته وكانوا جماعة فقال لهم: ائتوني بعصي فجمعها وقال لهم: اكسروها. وهي مجموعة فلم يقدروا على ذلك، ثم فرقها فقال لهم: خذوها واحدة واحدة فاكسروها. فكسروها، فقال لهم: هكذا أنتم بعدي أن تغلبوا ما اجتمعتم، فإذا تفرقتم تمكن منكم عدوكم فأبادكم.
وكذلك القائمون بالدين إذا اجتمعوا على إقامة الدين ولم يتفرقوا فيه لم يقهرهم عدو، وكذلك الإنسان في نفسه إذا اجتمع في نفسه على إقامة دين الله لم يغلبه شيطان من الإنس ولا من الجن بما يوسوس به إليه مع مساعدة [إيمانه وملائكة الله عزوجل].