بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
ملاحظات على كتاب
فواتح الجمال وفواتح الجلال
للشيخ نجم الدين كبرى – تحقيق د. يوسف زيدان
منشورات دار سعاد الصباح - الكويت - الطبعة الأولى 1993
1) المحقق يوسف زيدان يوزع الألقاب:
· الإهداء: إلى الصوفي الوزير الإنسان حسن عباس زكي.
· ص89: تقول الباحثة الممتازة المتيمة بابن عربي الدكتورة سعاد الحكيم.
2) استخدام يوسف زيدان كلمات لا يصح كتابتها في كتب التصوف مثل:
· الأدب الفنتازي ص37 سطر 22.
· الطابع الدرامي ص38 سطر 22.
· نجم الدين كبرى كان الجد الأول لأطفال الحجارة في الانتفاضة الفلسطينية المعاصرة ص71.
· ميكانيزمات الترميز ص152.
· مات النوري ميتة درامية ص192.
· والوجود العام الأنطولوجي ص128، 132.
3) ص 53 هامش (4) عبارة الحلاج: "أنا الحق".
· العبارة لأبي يزيد البسطامي لا للحلاج.
4) هل يعقل أن الإمام فخر الدين الرازي يقول عن نفسه: أنا رجل واجب التعظيم وأنا إمام المسلمين، كما جاء في ص63، 64 نقلاً عن طاشكبرى زاده نقلاً عن رجل مجهول "سمعت رجلاً ثقة عالماً عابداً زاهداً عارفاً صادقاً"، رجل يجمع هذه الصفات ويجهل اسمه؟!!
5) تبنى يوسف زيدان ما أورده الدكتور فتح الله خليف في دراسته عن الرازي (صفحة 73 و74) من أن الإمام سعى لدى السلطان خوارزمشاه أن يعتقل أخاه ركن الدين الرازي حتى مات في معتقله، ولا يستبعد يوسف زيدان تآمر الإمام الرازي عند السلطان لقتل مجد الدين البغدادي مع إقرار يوسف زيدان أن الإمام الرازي توفي قبل مقتل نجم الدين (الصواب: مجد الدين) بعشرة أعوام كاملة، ضارباً عرض الحائط بالتراجم التي ذكرها عن الرازي في الهامش رقم (5) ص62.
6) يورد يوسف زيدان في الهامش أحاديث لا يذكر لها سنداً مع ظهور الوضع في بعضها، أمثلة من ذلك:
· ص92 "المؤمن بين يدي ربه كالميت بين يدي الغاسل"، ولا يذكر تخريجاً لهذا الحديث ولا أين ذكر، مع عدم وروده في "جامع الأحاديث" الذي يضم أكثر من ثلاثين كتاباً من كتب الأحاديث، ويذكر في هامش ص211 "المريد بين يدي شيخه (ربه) كالميت بين يدي الغاسل"، ما معنى إضافة كلمة (ربه) هنا؟ ويقول عبارة صوفية شهيرة – فأيهما أصح؟!.
· يعلق يوسف زيدان على حديث "من صافح علياً دخل الجنة"، فيقول: "حديث نبوي مشهور لم يرد في الكتب الستة"، كيف يكون مشهوراً ولم يرد في الكتب الستة؟! لا ولا في أكثر من ثلاثين كتاباً (راجع جامع الأحاديث)، هذا الحديث من وضع الشيعة وفي كتبهم، وهل نأخذ بقول نجم الدين كبرى في قوله: "غبت فأبصرت النبي عليه السلام ومعه علي . . . فجعلت أسأل علياً عن هذا الحديث: أ صحيح هو؟ فكان يقول: نعم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق رسول الله من صافحني دخل الجنة"، أين التحقيق العلمي هنا؟– راجع ص138.
· ص91: أورد نجم الدين كبرى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: (موتوا قبل أن تموتوا)، وعلق عليه يوسف زيدان: "حديث مشهور يعتمد عليه الصوفية كثيراً . . . " إلخ، ولم يخرجه ولا يوجد له أصل في كتب الحديث التي بين أيدينا.
· ص187: يقول يوسف زيدان في الهامش رقم 4 في الحديث الشريف: (الخوف والرجاء جناحا الإيمان)، ولم يذكر له سنداً، ولا يوجد له أصل في الكتب التي بين أيدينا.
· ص232: (لا يكمل إيمان أحدكم حتى يقال إنه مجنون)، ولم يذكر له سنداً، ولا يوجد له أصل في الكتب التي بين أيدينا.
· يقول نجم الدين كبرى ص251: "جاء في الأحاديث: (يا مكون كل شيء يا مكنون كل شيء)"، ولم يعلق المحقق يوسف زيدان على هذا، ولم يخرجّه في الأحاديث.
7) ص149 هامش (2) ينسب يوسف زيدان إلى بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لو كشف عني الغطاء ما ازددت يقيناً"، والمشهور أن هذا القول هو لعلي بن أبي طالب.
8) ص125 هامش يوسف زيدان يعرِّف فيه الخواطر فيقول: الخواطر في كلام الصوفية تعني الأفكار المذمومة ونقيضها الواردات. اهـ
· هذا خطأ محض، فالخواطر أربعة عند الصوفية: رباني وملكي ونفسي وشيطاني، ويناقض ما ذكره في ص137 من الكتاب عند ذكر الخواطر عند نجم الدين كبرى حيث ذكر ثلاثة منها.
9) ص132 يشرح يوسف زيدان قول المؤلف "جبل قاف" فيقول: "هو هنا قبة السماء"
· وهذا خطأ محض، فجبل قاف عند الصوفية جبل لا قبة.
10) ص133 يعلق يوسف زيدان على قول المؤلف "وبداية القِدم" فلا يذكر المحقق أن القِدم لا بداية له، وأن هذا التعبير لا يصح، هذا هو التحقيق.
11) ص151 يشرح يوسف زيدان قول المؤلف: "ثم تحفظها الممسكة"، فيقول في الهامش: "هي الذاكرة"،
· وهذا خطأ لأن الصحيح الذي يتناسب مع كلمة المؤلف "الحافظة"، وهي غير الذاكرة.
12) في ص157: يشرح يوسف زيدان كلام الشيخ نجم الدين عن الأصوات بتعليق بعيد عن ظاهر لفظ نجم الدين، ويقول: "يشير الشيخ نجم الدين هنا إلى معنى سيصير نظرية كبرى في كتابات ابن عربي والصوفية من بعده – الكون الأصغر والكون الإنسان الكبير –"،
· وهو موضوع تحقيق لا نظرية بل تفسير لقوله تعالى: ,سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم-، والفرق كبير بين النظرية والتحقيق.
13) ص159، الهامش (3) ينسب يوسف زيدان إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوله: عرفت ربي بربي – ولم يذكر أين ورد هذا الحديث، وهو من كلام الصوفية وليس بحديث.
14) يعمد يوسف زيدان في هامشه إلى شرح كلام نجم الدين كبرى فيقول في هامشه: "يقصد" ص172 – 174 – 177 – 178 – 180 – إلى غير ذلك، ولم يشرح لنا قصد نجم الدين كبرى بقوله ص181 سطر10: "وقد ينتهي في المخلوق إلى أن يقول: أنت ربي لا رب لي سواك . . وهذه كلمة كفر".اهـ
· كيف يكون هذا القول كلمة كفر؟! ويمر عليها يوسف زيدان وهو يعلم مقاصد الشيخ نجم الدين، وما هي الفائدة من نشر هذا الكلام؟.
- أما إذا أراد الدكتور يوسف زيدان، وهو محقق كلام نجم الدين كبرى، وهو عنده من كبار الأولياء وأصحاب الطرق، أن يجد تعليلاً لما دوّن: "أنت ربي لا رب لي سواك . . وهذه كلمة كفر"، فتكون الجملة الأخيرة دونت بمنطوق اللفظ على الاستفهام، ولكن عند تدوينها كتابة لا بدّ أن تدون بحرف الاستفهام: "أ وَهذه"، أو "أ هذه"، ويكون قد سقط حرف الاستفهام عند النـَسـْخ في النـُسـَخ الأربع التي يحققها المحقق.
15) ص192 سطر6 يقول نجم الدين كبرى: "والشيخ لا يملكه شيء، وإنما هو يملك الأحوال"اهـ، ويقول في ص232 السطر9: "فإن مُلـْك الرجل للحالة، أقوى من مُلـْك الحالة للرجل" اهـ، فيعلق يوسف زيدان في الهامش رقم (5) ص232 فيقول: "تقول الصوفية: المبتدئ تملكه الأحوال، والواصل يملك الأحوال". اهـ
· هذا كلام غير محقق لا من نجم الدين كبرى ولا من يوسف زيدان، فإن الأحوال لا تـُملك عند المحققين من الصوفية – راجع كتابنا شرح كلمات الصوفية من كلام الشيخ ابن العربي صفحة 368.
16) ص197 يعلق يوسف زيدان على ذكر نجم الدين كبرى المقولة المشهورة: "أنا من أهوى ومن أهوى أنا"، فيقول في الهامش (1) إنها من الشطر الأول من بيتي الحلاج الشهيرين.اهـ
· والصحيح أنها منسوبة لأبي يزيد البسطامي ثم أدرجها الحلاج في شعره، راجع كتابنا شرح كلمات الصوفية من كلام الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي ص199.
17) ص201 الهامش (1) يقول يوسف زيدان: قال بعضهم: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. اهـ
· القول معلوم لدى الخاصة والعامة أنه للإمام مالك إمام دار الهجرة.
18) ص251 يقول نجم الدين كبرى سطر11: "وليس التلفظ بالكاف والنون جائزاً في حق الباري سبحانه، إنما معناه سرعة الإيجاد فقط". اهـ
· لم يعلق يوسف زيدان على ذلك، وهو تأويل يخالف نص القرآن، ولكن نسبة القول للحق كنسبة غيرها من الصفات مثل الاستواء والرمي والضحك، وكل ذلك ثابت بما يليق بجلال الله.
19) ص225 وما بعدها يكثر نجم الدين كبرى من قوله: تجلي الذات وتجلي الصفات والذات.اهـ
· والصحيح تجلي الذات ممتنع دنيا وآخره، وإنما هو تجلي الأسماء والصفات.
20) ص245-246 يقول نجم الدين كبرى: "وربما يكون توريث اليقين من المذمومات أقوى من توريث اليقين من المحمودات".اهـ، فيعلق على ذلك يوسف زيدان بإيراد حديث استشهد به النابلسي: "إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنة، يرى بين يديه تائباً فاراً حتى يدخل الجنة" اهـ.
· لم يخرّج زيدان هذا الحديث ولا مصدره كأصول التحقيق، والحديث لا يصلح كشاهد لما جاء به نجم الدين كبرى.
21) ص260 يقول نجم الدين كبرى سطر14: "وصول السيار إلى جناب عزّة الوحدانية وانفصاله عن أحكام البشرية". اهـ
· لم يعلق يوسف زيدان على ذلك ولم يشرحه، فإن أحكام البشرية لا يمكن الانفصال عنها، راجع قول الشيخ الأكبر ابن العربي ورسالته إلى عبد العزيز القرشي في رده على قوله في سر الآية: ,وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً-، فقال الشيخ عبد العزيز: سر هذه الآية في قوله: "لبشر" ولا يكون بشراً إلا من غلبت عليه البشرية. اهـ، (شرح رسالة روح القدس ص42)، فيقول الشيخ رضي الله عنه: "وما يزول البشر عن بشريته وإن فني عن شهودها، فعين وجودها لا يزول، والحد يصحبها لأني سمعت بعض الشيوخ (يعني الشيخ عبد العزيز) يقول: هذا حظ البشر، فإن زال عن بشريته كان حكمه حكماً آخر، فأثبتُ له رضي الله عنه أن الأمر ليس كما يظن، فلما تحقق ما ذكرناه رجع عن ذلك وقال: ما كنت أظن أن الأمر على ما قلته، لم أجعل بالي من هذا، فإنه تكلم في شرح الآية فغلط، فإنه ما تكلم من ذلك عن ذوق الأمر"، (فتوحات مكية ج4 ص213).
وأنزه هذا التحقيق عن ذكر بعض الحكايات التي جاءت في كتاب نجم الدين كبرى ولم يعلق عليها المحقق يوسف زيدان.
فما هي الفائدة من نشر مثل هذا الكتاب ؟!!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
والحمد لله رب العالمين
محمود محمود الغراب
الإسكندرية 18/10/1999