بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
كتاب العبادلة
هذا الكتاب مطبوع سنة 1969م 1389هـ صدر عن مكتبة القاهرة وهو من تحقيق عبدد القادر أحمد عطا.
هذا الكتاب ورد ذكره في إجازة الملك المظفر برقم 188، وفي الفهرس برقم 177، كما ورد في تحقيق عثمان يحيى تحت رقم 2، ولم يرد ذكر هذا الكتاب في كتب الشيخ الثابتة ولا أشار إليه في كتاب الفتوحات المكية والتي انتهى الشيخ من كتابتها سنة 636هـ، ونسخة مكتبة آياصوفيا رقم 4817 تحمل تاريخ 649 هـ، وهذه النسخة المطبوعة في مكتبة القاهرة عام 1389هـ الموافق 1969م تنقص عن النسخة الخطية من آخرها خمسة عشر اسماً من عبد الله بن عبد الرحيم إلى عبد الله بن أسباط، وناشر هذا الكتاب يقدر أن هذا الكتاب ألفه الشيخ الأكبر عام 615هـ ولا دليل علمي على هذا، وفيه زيادة ونقص عن نسخة مكتبة آياصوفيا الخطية.
لا تصح نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ الأكبر رضي الله عنه بعد التحقيق ولذلك نورد بعض المخالفات لآراء الشيخ الأكبر التي وردت في كتبه الثابتة.
- جاء في الصفحة 68 قوله: "قيل لبعضهم اذكرني في خلوتك بربك، قال: إذا ذكرتك فلست معه في خلوة فإذاً الذكر كون." هذا يخالف ما جاء في كتاب الفتوحات المكية ج1ص650: "جليس الحق لا يمكن أن يكون إلا في خلوة معه ضرورة لا يتمكن أن يثبت مع هذا العبد – إذا جالسه الحق – جليس آخر جملة واحدة في خاطره، لأنها مجالسة غيب، فلا بدّ للذاكر وإن كان الحق جليسه أن يكون أعمى ولا بد وعماه ذكره، فالحق جليس غيب عند كل ذاكر"، راجع كتابنا شرح كلمات الصوفية ص 380.
- جاء في الصفحة 82 قوله: "الحال الذي يملكه النبي غير الحال الذي يحكم على الولي"، وقوله: "فالأولياء تصرفهم الأحوال والأنبياء يصرفون الأحوال"، يخالف ماجاء به الشيخ الأكبر ويخطأ القائل به، راجع كتاب الفتوحات المكية ج1ص249 وج3ص20 حيث يقول: "فإن بعض الناس غلط في هذه المسألة من أهل طريقنا وجعلوا من الفروق بين الأنبياء عليهم السلام وبين الأولياء ملك الحال فقالوا: الأنبياء يملكون الأحوال والأولياء تصرفهم الأحوال وهو غلط كبير من كل وجه".
- قوله في الصفحة 90: "إذا كنت مع الحق أينما كان كنت من شأنه"، هذا يخالف مذهب الشيخ رضي الله عنه راجع كتاب الفتوحات المكية ج1ص183 : "إن الحق معنا على حد ماقاله وبالمعنى الذي أراده، ولا نقول أنا مع الحق فإنه ما ورد، والعقل لا يعطيه، فما لنا وجه عقلي ولا شرعي يطلق به أننا مع الحق". وفي ج2ص287 قوله: "فهو معنا ما نحن معه لأنه يعرفنا ونحن لا نعرفه"، و ج4ص62: "إن الحق معك على ما أنت عليه ما أنت معه وقد نبهك على هذا في القرآن بقوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) ما أنتم معه ولا يصح أن يكون أحد مع الله".
- وفي الصفحة 91 قوله: "اجتمع عارف ومحب فادعى كل واحد منهما أنه محيط بصاحبه، فاسألوني – الصحيح فسألاني – عن ذلك فقلت لهما: أحدكما به والآخر له"، يخالف شرح الشيخ الأكبر رضي الله عنه لقول أبي العباس بن العريف الصنهاجي: "العلماء لي والعارفون بي"، راجع كتاب الفتوحات المكية ج1ص112 وج4ص92 وكتاب ذخائر الأعلاق.
- في الصفحة 94 قوله: "إنما لم يكن في الإمكان أبدع من هذا العالم، لأنه ما ثم إلا رتبتان الحق في الرتبة الأولى وهو القدم، والعالم في الرتبة الثانية وهي الإمكان"، يخالف ما جاء في أقوال الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتابه الفتوحات المكية ج1ص45 حيث يقول: "ارتباط العالم بالله ارتباط ممكن بواجب، ومصنوع بصانع، فليس للعالم في الأزل مرتبة فإنها مرتبة الواجب بالذات فهو الله ولا شيء معه سواء كان العالم موجوداً أو معدوماً"، راجع أيضاً كتاب الفتوحات المكية ج1ص4، 259، 552 وج2ص103، 321، 345 وج4ص260 حيث يقول أن العالم على صورة الحق وليس في المرتبة الثانية.
- وفي الصفحة 103 قوله: "لو كان الإيمان نافعاً لصاحبه من حيث هو إيمان فقط لنفع الإيمان عند رؤية البأس، وفي الدار الآخرة، وعند طلوع الشمس من المغرب"، يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتاب الفتوحات المكية ج3ص165 حيث يقول "وفيه علم قبول الرجعة إلى الله عند رؤية البأس وحلول العذاب وأن ذلك نافع لهم في الآخرة"، راجع أيضاً ج3ص318، 383، و ج2ص276.
- وفي الصفحة 104 قوله: "يقول الله تعالى: (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً) إلا أنه قال في موضع آخر: (زيّنا لهم أعمالهم) ثم قال في موضع آخر: (زين لهم الشيطان أعمالهم) فأبهم الأمر علينا وما عرفنا الفرقان بين الزينتين"، هذا يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتاب الفتوحات المكية ج4ص494 حيث يقول: "وفرق بين زينة الله، وزينة الشيطان، وزينة الحياة الدنيا إذا جاءت الزينة مهملة غير منسوبة فإنك لا تدري من زينها لك فانظر ذلك في موضع آخر واتخذه دليلاً على ما انبهم عليك مثل قوله: (زينا لهم أعمالهم)، ومثل قوله: (أفمن زين له سوء عمله) ولم يذكر من زينه فتستدل على من زينه من نفس العمل فزينة الله غير محرمة، وزينة الشيطان محرمة، وزينة الدنيا ذات وجهين وجه إلى الإباحة والندب ووجه إلى التحريم".
- وفي الصفحة 110 قوله: "فإن العلم بالله في الدنيا ليس فيه لذة" هذا يخالف ما جاء به الشيخ رضي الله عنه في شرحه لقول أبي العباس السياري "ما التذ عاقل بمشاهدة"، راجع كتاب الفتوحات المكية ج1ص609، 610، 650 و ج3ص213، 396 و ج4ص192 وكتاب مواقع النجوم، وراجع أيضاً كتابنا شرح كلمات الصوفية ص259.
- وفي الصفحة 113 قوله: "المتقي مشهوده الرحمة في مآله"، هذا يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في شرح كلام أبي يزيد البسطامي حيث يقول في كتاب الفتوحات المكية ج3ص213: "لو علم أبو يزيد أن المتقي ماهو جليس الرحمن، وإنما هو جليس الجبار المريد العظيم المتكبر، فيحشر المتقي إلى الرحمن ليكون جليسه، فيزول عنه الاتقاء، فإن الرحمن لا يُتـقى، بل هو محل موضع الطمع والإدلال والأنس"، وراجع أيضاً كتاب الفتوحات المكية ج1ص511 وج4ص109، وكتابنا شرح كلمات الصوفية ص184.
- وفي الصفحة 113 أيضاً قوله: "جميع الأرواح بعد الموت محبوسة في البرزخ في صور أعمالها"، يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في قصة أحمد بن هارون السبتي، راجع كتاب الفتوحات المكية ج1ص755، 638، وراجع كتابنا ترجمة حياة الشيخ الأكبر ص134.
- وفي الصفحة 115 يقول عن قوله صلى الله عليه وسلم (لست كهيئتكم): "أن النبي صلى الله عليه وسلم يبيت جائعاً فيرى أنه يأكل ويستيقظ لذلك وهو شبعان، وغير النبي يأكل في النوم ويستيقظ وهو جيعان"، ويخالف هذا ما أثبته الشيخ الأكبر رضي الله عنه من ذوقه لهذا المقام، حيث يقول في كتاب الفتوحات المكية ج1ص638: "فإنا قد وجدناه ذوقاً من نفوسنا في وصالنا فبتنا في حال الوصال فأطعمنا ربنا وسقانا في مبيتنا ليلة وصالنا فأصبحنا أقوياء لا نشتهي طعاماً"، راجع كتابنا ترجمة حياة الشيخ الأكبر ص101، وقد شرح الشيخ الأكبر هذه المسألة التي تتعلق بالخيال المتصل والخيال المنفصل بوضوح في كتاب الفتوحات المكية ج2ص311، ج3ص42-44، 442، وراجع أيضاً كتابنا الخيال عالم البرزخ والمثال ص55.
- وفي الصفحة 117 يقول: "المعجزة علامة ما هي نائبة مناب الخطاب وليس بواجب على الأنبياء إظهارها" يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر في كتاب الفتوحات المكية ج3ص36 حيث يقول: "إن خرق العوائد واجب سترها على الأولياء كما أن إظهارها واجب على الأنبياء لكونهم مشرعين".
- وفي الصفحة 117 أيضاً يقول: "ما لا يعلم إلا بالدليل لا يقع على الإلهام به إلا بدليله" يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في هذه المسألة، راجع كلام الشيخ الأكبر في هذا الموضوع مع أبي عبد الله الكتاني في كتاب الفتوحات المكية ج3ص8 إذ يقول: "اختلفنا فيما يستقل العقل بإدراكه إذا أخذه الولي من طريق الكشف والفتح، هل يفتح له مع دليله أم لا؟ فذهبنا نحن إلى أنه قد يفتح له فيه ولا يفتح له في دليله، وقد ذقناه".
- وفي الصفحة 124 قوله عن أخذ الميثاق عن ذي النون المصري: "هل تعلم الآن شهوداً أنك قلت: بلى؟ فقال: لكأنه الآن في أذني، يشير إلى أن وجود الأخذ باق إلى الآن في عالمه." يخالف ويعارض ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتاب الفتوحات المكية ج2ص108 حيث يقول: "قد أخبر ذو النون المصري حين سئل عن قوله تعالى في أخذ الميثاق، فقال: كأنه الآن في أذني يشير إلى علمه بتلك الحال، فإن كان عن تذكر فلم يلحق بالملائكة في هذا المقام، وإن لم يكن عن تذكر بل استصحاب حال من حين أشهد إلى حين سئل، فيكون ممن خصه الله بهذا المقام فلا أنفيه ولا أثبته، وما عندي خبر من جانب الحق تعالى في ذلك - مروي ولا غير مروي - أنه ناله أحد من البشر"، كما يقول في ج2ص565- 566: "لا تثبت صورة الحرف في الوجود بعد نطق اللسان به فما له سوى زمان النطق به ثم ينعدم ويبقى في فهم السامع مثال صورته فيتخيل أن الخاطر باق كما تخيل ذو النون في قوله: (ألست بربكم) فقال: كأنه الآن في أذني فما ذلك هو الكلام الذي سمع، وإنما ذلك الباقي مما أخذ الفهم من صورة الكلام فثبت في النفس"، وراجع أيضاً كتاب الفتوحات المكية ج1ص670.
- وفي الصفحة 126 قوله: "الرجل من يمر على الأوقات ولا تمر عليه فيكون حاكماً لا محكوماً"، يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتاب الفتوحات المكية ج1ص462 حيث يقول: "كل عارف من أهل الله يعمل بحسب وقته ونظره، ولهذا قالوا: إن الصوفي ابن وقته"، وفي ج4ص440 حيث يقول: "إذا عامل صاحب الوقت وقته بما يجب له فأدى حقه سلم من المقت فيه، فإذا علق همه في وقته بما خرج عن وقته فهو في وقته صاحب مقت لشغله بالمعدوم عن الموجود".
- وفي الصفحة 143 يقول: "فقلت والله ما أحسن هذا في قوله ولو قال مثلما قلت – وفي نسخة مكتبة آيا صوفيا: قال الآخر – شغلي بها وصلت ليلاً وإن هجرت فما أبالي أطال الليل أم قصرا"
هذا البيت للشيخ الأكبر في الفتوحات المكية ج2ص360.
- وفي الصفحة 144 قوله أن الغيرة من الله دون الغيرة لله والغيرة في الله، هذا يخالف ماجاء به الشيخ الأكبر في كتاب الفتوحات المكية حيث يقول في ج2ص244 "فالغيرة في طريق الله هي الغيرة لله أو بالله أو من أجل الله، والغيرة على الله محال" راجع أيضاً ج1ص115 ، 741 و ج2 ص245 ، 358، وج4ص36، وراجع أيضاً كتابنا شرح كلمات الصوفية ص250.
- وفي الصفحة 147 قوله: "كن مع الله كما هو الله معك"، يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر ونهى عنه في كتابه الفتوحات المكية ج2ص287 "فهو معنا ما نحن معه"، وفي ج1ص183 يقول: "فنقول أن الحق معنا على حد ما قاله وبالمعنى الذي أراده ولا نقول أنـّا مع الحق فإنه ماورد، والعقل لا يعطيه فما لنا وجه عقلي ولا شرعي يطلق به أننا مع الحق". وراجع أيضاً كتاب الفتوحات المكية ج2ص582 و ج3ص376.
- وفي الصفحة 151 قوله: "ما دامت عقول الأمزجة باقية فالتكليف قائم، فإذا غلبت العقول الإلهية ارتفع (فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك)"، إضافة العقول إلى الألوهية لم ترد في أي من كتب الشيخ الأكبر رضي الله عنه.
- وقوله في نفس الصفحة: "الله الله التسليم لأهل هذه الطريقة المنتسبين إلى الله تعالى فيما يظهر عليهم من المنكرات بالنظر إليك"، هذا يخالف ما جاء به الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتابه الفتوحات المكية ج3ص561: "رأيت أقواماً يشطحون على الله وعلى أهل الله من شهود في حضرة خيالية، فهؤلاء مالنا معهم كلام فإنهم مطرودون من باب الحق مبعدون عن مقعد الصدق فتراهم في أغلب أحوالهم لا يرفعون بالأحكام المشروعة رأساً، ولا يقفون عند حدود الله مع وجود عقل التكليف عندهم، وبالجملة فإن الإدلال على الله لا يصح من المقربين من أهل الله جملة واحدة، ومن ادعى التقريب مع الإدلال فلا علم له بمقام التقريب ولا بالأهلية الصحيحة"، كما يقول في ج2ص370: "فإن ظهر بأمر يوجب حداً في ظاهر الشرع ثابت عند الحاكم أقيمت عليه الحدود ولا بد"، وفي ج3ص480 يقول: "فإن قلت هل يقام على صاحب الشهود الحد؟ فاعلم أن كل من وصل في هذه الدار الدنيا إلى الحد الذي أوجب عليه التكليف ببلوغ الحلم وقيام صفة العقل إذا كشف عنه الغطاء في هذه الدار لم يرتفع عنه التحجير وخطاب الشرع لحكم الدار لا لحكم الحال"، وراجع أيضاً ج4ص235.
- وقوله في الصفحة 168: "من الكرم تفقد أحوال الإخوان قبل بذل الوجوه"، هذا يخالف مفهوم الكرم عند الشيخ الأكبر في كتاب مواقع النجوم (فلك اليمين)، وفي كتاب الفتوحات المكية حيث يقول في ج4ص263: "والكرم عطاء بعد سؤال"، وفي ج1ص585: "والكرم العطاء بعد السؤال حقاً وخلقاً".
- وقوله في الصفحة 170: "فلا يحكم فضله في عدله، ولا عدله في فضله"، هذا ليس من كلام الشيخ الأكبر بل هو من كلام أبي القاسم بن قسي، انظر كتاب الفتوحات المكية ج3ص7 حيث يقول: "غير أن ابن قسي – وهو من أهل هذا الشأن، قال: لايحكم عدله في فضله، ولا فضله في عدله وهذا كلام مجمل." وفي ج3ص176 حيث يقول: "وما قلنا هذا إلا رداً لما قاله من يدعي الكشف فقال في الموازنة الإلهية إن الله لا يحكم عدله في فضله ولا فضله في عدله وإن القبضتين على السواء من جميع الوجوه وهذا من أعظم الغلط الذي يطرأ على أهل الكشف لعدم الأستاذ ...".
- وقوله في الصفحة 171: "لا يصح اسم السخيّ إلا لمن بيده ملكوت كل شيء"، هذا يخالف ما جاء في كتاب الفتوحات المكية ج4ص263: "السخاء العطاء بقدر ما يحتاج إليه المعطى إياه فلا يكون إلا عن سؤال إما بلسان حال أو بلسان مقال . . ." ويقول:
وليس نعت الذي كان الوجود به لكنه من نعـوت الخـلق والبشــر
وإنمــا ســـــقتـه للــه حيـن أتــت به النصوص التي جاءتك بالخبر
- وقوله في الصفحة 172: "حدثني بهذا الحديث الشيخ عبد الوهّاب بن علي بن علي بن سكينة"، لم يرد اسم هذا الشيخ في كتب الشيخ الأكبر الثابتة عنه.
- وفي الصفحة 174 قوله: "لا يصح البسط في المشاهدة أصلاً فقول القائل: (اقعد على البساط وإياك والانبساط) إنما يدعى بساط المعاملات الحجابيات." هذا يخالف قول الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتاب الفتوحات المكية ج4ص224: ".. فيحبه الله فإذا أحبه انبسط له فحال العبد في الدنيا عند انبساط الحق إليه أن يقف مع الأدب في الانبساط وهو قبض يسير أثـّره بسط الحق ..."، وفي ج4ص363: "فأهل البساط أدبا وأهل الأسرار أمنا، فمن قال من الرجال: اقعد على البساط وإياك والانبساط، فما عنده خبر بما هو الأمر عليه ولا حضر يوماً في بساط الحق بين يديه، ليحصل ما لديه، البساط الإلهي له الهيبة بالذات، فأين الالتفات ..." وفي ج4ص442: "قال أهل البساط لا يتعدى طرفهم من هم في بساطه." وفي ج3ص316: "وبالأدب يكون أصحاب السلطان جلساء من غير انبساط، لأن الشهود والانبساط لا يجتمعان، قال بعضهم: اقعد على البساط وإياك والانبساط". وفي ج1ص233 يقول: "اقعد على البساط يريد بساط العبادة وإياك والانبساط أي التزم ما تعطيه حقيقة العبودة".
- وفي الصفحة 175 قوله: "الرحمة بين وجوب وامتنان" يخالف مذهب الشيخ الأكبر رضي الله عنه بأن الرحمة ثلاث: ذاتية وواجبة وامتنانية، انظر كتاب الفتوحات المكية ج3ص496 حيث يقول الشيخ الأكبر رضي الله عنه: "اعلم أن الرحمة الإلهية التي أوجد الله في عباده ليتراحموا بها مخلوقة من الرحمة الذاتية التي أوجد الله بها العالم حين أحب أن يعرف، وبها كتب على نفسه الرحمة، وهذه الرحمة المكتوبة منفعلة عن الرحمة الذاتية، والرحمة الامتنانية هي التي وسعت كل شيء ..."، ويقول في نفس الصفحة: "وما رأيت أحداً من أهل الله نبه على تثليث الرحمة بهذا التقسيم فإنه تقسيم غريب كما هو في نفس الأمر فما علمناه إلا من الكشف ..."
- وفي الصفحة 184 قوله: "هكذا كان فعل شيخنا أبي عبد الله بن المجاهد بإشبيلية. وجلس مجلس تدريسه، شيخنا أيضاً – أبو عبد الله بن قسوم – ونعم ابن قسوم، زاد على شيخه في الاجتهاد وأربى - أي محاسبة نفسه على أعمال اليوم بعد صلاة العشاء-"، هذا يخالف ما ذكره الشيخ الأكبر رضي الله عنه في كتابه الفتوحات المكية عن نفسه أنه زاد على ابن المجاهد وابن قسوم فكان يحاسب نفسه على الخواطر، حيث يقول في ج1ص211: "وكان أشياخنا يحاسبون أنفسهم على ما يتكلمون به وما يفعلونه ... فزدنا عليهم في هذا الباب بتقييد الخواطر فكنا نقيد ما تحدثنا به نفوسنا وما تهم به زائداً على كلامنا وأفعالنا ..." وفي ج2ص628: "... وزدت على ابن قسوم في ذلك بمحاسبة نفسي بالخواطر ..."
- وفي الصفحة 195 استشهاده في قوله: "لا تأكل ممن يعرف أنك معتمد على الله . . . - بقول الله تعالى -: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)" وقوله: "الاعتماد على التوكل على الله سبب، وترك الاعتماد على الله كفر، ولا بد أن يقام العبد في أحدهما، فانظر كيف تخلص"، هذا يخالف ما جاء في الباب 319 من كتاب الفتوحات المكية ج3ص72، وكذلك ج3ص208.
- وفي الصفحة 208 قوله: "كما أن الله هو النافع وأنت فقير ضعيف، فاسأل كشف الضر عنك، فإن بعض الناس من الأهل لما تحققوا بهذا الاسم كانوا يطلبون البلاء لما يجدون فيه من الالتذاذ به، فما كانوا يطلبونه إلا لذلك الالتذاذ فلم يكن مطلوبهم إلا اللذة"، هذا يخالف ما أشار إليه الشيخ الأكبر رضي الله عنه في قول أبي يزيد البسطامي رحمه الله:
وكل مآربي قد نلت منها سوى ملذوذ وجدي بالعذاب
فهو – الشيخ الأكبر – يقول في كتاب الفتوحات المكية ج2ص524: "المراد في اصطلاح القوم هو المجذوب عن إرادته مع تهيؤ الأمور له، فهو يجاوز الرسوم والمقامات من غير مشقة بل بالتذاذ وحلاوة وطيب، تهون عليه الصعاب وشدائد الأمور، وينقسم المرادون إلى قسمين: القسم الواحد أن يركب الأمور الصعبة وتحل به البلايا المحسوسة والنفسية ويحس بها ويكره ذلك الطبع منه، غير أنه يرى ويشاهد ماله في ذلك في باطن الأمر عند الله من الخير فيغلب عليه مشاهدة ذلك النعيم الذي في طي هذا البلاء فيلتذ بما يطرأ عليه من مخالفة الغرض وهو العذاب النفسي والآلام المحسوسة لأجل هذه المشاهدة، . . . وأما القسم الآخر فلا يحس بالشدائد المعتادة بل يجعل الله فيه من القوة ما يحمل بها تلك الشدائد التي يضعف عن حملها غيرها – هكذا في الأصل ولعلها غيره - من القوى . . ."، راجع أيضاً كتاب الفتوحات المكية ج1ص511، 746 وج2ص408، 673، و ج4ص185، 380، وكتابنا شرح كلمات الصوفية الصفحة 192.
- وفي الصفحة 213 قوله: "جاع بعض رجال الله فبكى، فقيل له في ذلك فقال: إنما جوعني لأبكي"، هذا القول لأبي يزيد البسطامي رحمه الله، راجع الفتوحات المكية ج2ص29، 208 و ج4ص143، وكتابنا شرح كلمات الصوفية ص 186.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
والحمد لله رب العالمين
محمود محمود الغراب