اسمه ومولده:
هو الشيخ خالد بن محمد بن خالد بن ثابت، وُلِد سنة (1338هـ- 1920م)، وهو من مواليد «العدوة»، إحدى قرى محافظة الشرقية بمصر، والتي تبعد عن الزقازيق بنحو ستة كيلو مترات.
الأسرة والمنشأ:
نشأ في بيت علم وفضل وكرم وبركة، فقد كان جده من مشايخ الأزهر، وكان والده -الشيخ محمد- كريمًا جوادًا مهابًا محبًّا للصالحين.
رُزِق الشيخ محمد ستة من الأولاد وبنتًا واحدة، وقد سمَّى أحدَ هؤلاء باسم «خالد»، رجاء أن يصير كجده «خالد» عالمًا، وُيجدد في الناس ذكراه.
حياته:
التحق خالد بكُتَّاب القرية حيث أمضى به سنوات، حفظ في أثنائها قدرًا من القرآن، وتعلم القراءة والكتابة، ولما شب عن الطوق عقد والده عزمه على أن يُلحقه بالأزهر الشريف.
كان أخوه الأكبر «حسين» يقيم في القاهرة، هناك في «كفر الزغاري» خلف المشهد الحسيني، ويعمل بوظيفة عادية بمصلحة المساحة آنذاك.
قرر والده أن يسافر مع أخيه «حسين» إلى القاهرة، كي يشرف بنفسه على تحفيظه كتاب الله العظيم.
وفي كنف آل البيت عليهم السلام وببركتهم أتم خالد حفظ كتاب الله، شرط الالتحاق بالأزهر في خمسة أشهر -كما بين ذلك مفصلًا في مذكراته- ثم التحق بالأزهر الشريف في سن مبكرة، وظل يدرس فيه على مشايخه الأعلام طيلة ستة عشر عامًا، إلى أن تخرج فيه سنة 1947م من كلية الشريعة، وكان آن ذاك زوجًا وأبًا لاثنين من أبنائه.
وبعد التخرج في الأزهر عمل بالتدريس؛ لأنه -كما ذكر بنفسه- كان يؤمن بأن التدريس مهنة رفيعةُ القدر، وبقى في التدريس حتى تركه نهائيًّا عام 1954م، حيث عُيِّن في وزارة الثقافة مستشارًا للنشر، ولكنه ترك الوظائف نهائيًّا بالخروج الاختياري إلى المعاش عام 1976م، ورفض كلَّ العروض المغرية التي بُذلت له لشغل وظائف قيادية في الدولة، سواء في ولاية عبد الناصر أو ولاية السادات، ورفض -أيضًا- عروضًا أخرى كثيرة، وأسفارًا يسيل لها اللعاب، وآثر أن يبقى في حياته المتواضعة البسيطة التي يغلب عليها الزهد والتقلل.
تقلبت حياته -كما شرح ذلك مفصلًا في مذكراته- في أطوار مختلفة:
من حفظ مبكر وسريع للقرآن الكريم، إلى طالب نابهٍ بالأزهر الشريف، إلى شاب متعطش للمعرفة، توَّاق إلى أنواع الفنون، إلى منغمس في السياسة مشغول بها، إلى خطيب بارع تهز خطبه السياسية أعواد المنابر، إلى عابدٍ مشغول بالآخرة، وصوفي مشغول بربه، وهكذا.
تصوفه:
في سن مبكرة اهتم بالبحث عن شيخ مربٍّ، وملك عليه الأمر وجدانه وكيانه، وجعله قضية حياته، ولسان حاله يقول: «يا ربي، دُلني على من يَدلني عليك»؛ فكان اللقاء مع شيخ رباني، هو الشيخ محمود خطاب السبكي، الذي فتح بصره وبصيرته على طريق التصوف، وكان له أكبر الفضل في إفادته منه.
والشيخ محمود خطاب السبكي هو مؤسس «الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية»، والذي كان أعجوبةً من أعاجيب الزمان، وشاهدًا على ما يعطي الله أولياءه وأحبابه من وسيع عطائه.
لم يتلق عنه كثيرًا؛ إذ توفي –رحمه الله- في عام 1933م، وهو بعد لا يزال غلامًا في الثالثة عشرة من عمره.
وكانت فترة مصاحبته للشيخ من أحب الفترات إلى قلبه كلما ذكرها تحسر قائلًا: «يا ليتها دامت».
من أجل ذلك استحوذت فكرة العثور على الشيخ المربي على كيانه كله في تلك المرحلة المبكرة من عمره، فيقول: إنه في واحد من تلك الأيام، بينما هو يفكر -مهمومًا- في هذا الأمر بكى، ونام على فراشه ودموعه تتحدر على خديه، فرأى في منامه واحدًا من أولياء الله، يتفجر النور من وجهه، والبشر من محيَّاه، يقول له: لا تحزن، إن أولياء الله كلهم معك.
أثناءها أيضًا: رأى رؤيا أخرى جميلة ومبشرة، أقامته على موعد صادق، ووعد أكيد بما سيكون في مستقبل الأيام.
لقد رأى واحدًا من الأولياء يعطيه كتابًا في يده، ويقول له: إليك كتاب توالي العطاءات؛ وبالفعل توالت العطاءات.
يقول في مذكراته «قصتي مع الحياة»: «ومرة أخرى أنحني إجلالًا للتصوف؛ فهو الذي سكب في روحي كل ما روى ظمأها إلى الخير والسكينة والمرحمة والمعدلة، وكل ما بقي لي بعد مغادرتي إياه من قربات ومغانم ومناعم، ومن فضائل وقدرة وإصرار، فإليه -أولًا- يرجع الفضل بين كل الأسباب، وقبل كل الأسباب».
زهده:
كان الشيخ الباقوري -صديقه الحميم- وزيرًا للأوقاف عندما آلت إلى وزارته المساكن التي كان يسكنها الأجانب بالقاهرة، والتي تركوها عقب تأميم قناة السويس، وكانت هذه المساكن فاخرة، وفي أجمل أحياء القاهرة، وقد ألحَّ الشيخ الباقوري عليه كثيرًا أن يقبل واحدة منها بدلًا من الشقة الضيقة المرتفعة التي يسكن بها، فما قبل قط، وظل بها حتى عام 1991م، حيث انتقل إلى سكنه الجديد بالمقطم، ليكون مع أولاده عندما اشتدت عليه وطأة المرض.
وقد كتب الأستاذ إبراهيم البعثي كتاب «شخصيات إسلامية معاصرة» عام 1970م، وفي حديثه عن الشيخ خالد محمد خالد، قال:
«صحيح أن الأقدار أفاءت عليه بحظ كبير من القناعة، وصحيح أن غريزة حب الاقتناء تكاد تكون لا وجود لها عنده، فهو مثلًا لا يملك سيارة، ويقطن بالدور الخامس في عمارة ليس بها مصعد، تجعلني -وكذلك غيري من أصدقائه- نلهث كلما سعينا لزيارته. صحيح أنه يكره الترف، ويقنع بما يرزقه به الله، ويدفعه له الناشرون، ولكن هذه القناعة تبلغ أحيانًا حد الزهد والعزوف، فهو مثلًا قد عُرضت عليه من فرص الأسفار إلى دول العالم، ما يتمناه كل إنسان ويسيل له اللعاب، ومن هذه الفرص الكثيرة: الدعوة التي وجهها إليه الدكتور «سميث» مدير معهد الدراسات الإسلامية بجامعة كندا، لقيه الرجل شخصيًّا في القاهرة، وعرض عليه أن يشغل منصب أستاذ زائر لمدة عامين بالمعهد، ولكنه -وهنا العجب- اعتذر.
وفي العام التالي كرر الدكتور «سميث» عرضه، ومرة أخرى اعتذر ...».
ويذكر الأستاذ البعثي فرصًا أخرى لأسفار في بلاد أخرى في أنحاء العالم، ولكنه اعتذر -أيضًا- عنها.
ويستمر الأستاذ البعثي في الكلام على زهد الشيخ خالد محمد خالد، ولكن هذه المرة يتكلم عن زهد آخر، ربما يكون أدق وأصعب: الزهد في الشهرة والمجد، فيقول: «فكما لا يسعى إلى الكسب المادي، لا تعنيه الشهرة، ولا يستهويه حب الظهور....».
حب الله ورسوله:
لقد كان إيمانه سلوكًا عمليًّا تلقائيًّا، لا تكلف فيه، أشبه بفطرة فطره الله عليها، لم يكن كلامًا يقال، أو كلمات تسطر في الكتب والمقالات.
ربما كان السبب في ذلك: أن إيمانه كان حبًّا صادقًا ملأ جوانب قلبه، الحب لله، ولرسوله، ولأهل بيته، ولأصحابه، وللصالحين من أمته، ولجميع الناس.
كثيرًا ما كان يقول: الإسلام هو الحب.
كان يفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويهيم حبًّا بكل شيء ارتبط به، أحب بردةَ المديح المباركة لسيدنا الإمام البوصيري؛ لأنها أبلغ ما قيل في مدح سيد الأنبياء، ولسوف نرى بعد قليل كيف أن «قصيدة البردة المباركة» أبت إلا أن تصحب جنازته حتى أوصلته إلى مثواه الأخير.
ولقد أحب بصفة خاصة صوت الشيخ العطواني، وهو يتغنى باقتدار بقصيدة البردة، وتسبيعها الذي كتبه الإمام البيضاوي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
وأحب شهر ربيع الأول؛ لأنه شاهد مولده صلى الله عليه وسلم، فكلما دار العام، وأهلت على الدنيا الذكرى العطرة المباركة، احتفل بها على طريقته، بمقال ينشره يبث فيه الرسولَ صلى الله عليه وسلم أحزانَه، ويستشعر الدفء والأمانَ في رحابه.
وأحب أهل البيت، ولم ينقطع طوال حياته عن زيارة مقاماتهم التي شرفت بها أرض مصر، وغيرهم من أولياء الله الصالحين، وكان الحديث الأثير عنده دائمًا، هو الكلام عن أهل الله وأصفيائه وأحبابه، فلا يستغرب إذًا أن يقوم بوضع كتاب كامل في أقل من شهر بالإسكندرية، بعيدًا عن مكتبته ومراجعه؛ ذلك لأنه كان كتابًا عنهم، جعل عنوانه «والموعد الله .. كيف يفكر أهل الله .. وفيم يتحدثون؟».
حول كتابه «من هنا نبدأ»:
أثار كتابه «من هنا نبدأ» ضجة كبيرة في مطلع عام 1950م، فأمرت لجنة الفتوى بالأزهر بمصادرة الكتاب وحظر توزيعه، بوصفه عملًا يهاجم الدين، وطالبت بمحاكمة كاتبه.
وقد رد الشيخ الغزالي عليه بكتاب آخر، أسماه: «من هنا نعلم»؛ ليرد على الفكرة الأساسية: «فصل الدين عن الدولة»، وأتى بالأدلة والبراهين التي تدعم وتؤيد وجهة نظره.
ومنذ كتابه الأول «من هنا نبدأ» تحدد موقع خالد محمد خالد كمصلح اجتماعي، وزعيم فكري تعلَّقت جماهير الناس بكتبه وأفكاره، ليس في مصر وحدها، بل وخارجها أيضًا، فكان «من هنا نبدأ» سببًا في ذيوع شهرته في الآفاق، حتى أنه طُبِع ست طبعات في سنتين اثنتين، وتُرجم في نفس سنة صدوره إلى الإنجليزية في أمريكا، وكُتبت عنه رسائل وأبحاث ومقالات عديدة في أنحاء أوربا وأمريكا.
ولكن فطرة المؤلف النقية، ونيته الصادقة، جعلتاه فيما بعد يقول: «إنه لما رأى حفاوة أعداء الإسلام بالكتاب أدرك أنه أخطأ فيه».
وهنا يتجلى واحد من مواقفه الباهرة التي امتلأت بها حياته، فقد ظل لسنوات يُفكر فيما قاله في كتابه الأول «من هنا نبدأ»، من أن الإسلام دين فقط لا دولة، على طريقة (دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله)، ويقلبه في ذهنه، حتى أعلن على الملأ رجوعه عن هذا الرأي، لم يخجل من أن يقول: إنه قد أخطأ، وإنه الآن يريد أن يصحح خطأه، فلم يترك وسيلة من وسائل إذاعة هذا التصحيح إلا أتاها؛ من مقالات، أو تحقيقات صحفية في مختلف الصحف والمجلات، أو أحاديث في الإذاعة والتلفاز، ثم لم يكتف بذلك، فكتب كتابًا كاملًا «الدولة في الإسلام»، أعلن فيه أنه قد أخطأ فيما ذهب إليه، وأنه يرجع عن ذلك الرأي، وراح يدلل على أن الإسلام دين ودولة، بل جعل شعار الكتاب هو: «الإسلام دين ودولة، حق وقوة، ثقافة وحضارة، عبادة وسياسة».
وأرجع الشيخ سبب خطئه في كتاب «من هنا نبدأ» إلى مضاهاته الحكومات الدينية الكنسية -والتي كانت ترتكب أبشع الجرائم في حق الشعب- بالحكم في الإسلام.
من أقواله وكلماته:
- الله سبحانه لا يعيق المهاجرين إليه، والمسافرين إلى رضوانه، بل يجعل لهم الأرض مهدًا والسماء سبلًا. [والموعد الله]
- يوم يكتشف الوعي الإنسانيُّ حاجَته إلى المواءمة بين تقدمه المادي والروحي؛ سيجد الإسلامَ في انتظاره، يمنحه حضارة المادة وحضارة الروح، ويهديه سواء السبيل. [الدولة في الإسلام]
- كل أعمالنا الصالحات مجرد عطاء الله ونعمته وفضله وبره. [لقاء مع الرسول]
- على رأس فضائل الحياة وشعار الدين، تقف فضيلة الحب. [لقاء مع الرسول]
- لابد للحب كي يصفو ويدوم أن يكون خالصًا، صافيًا نقيًّا، وبكلمة واحدة: أن يكون لله رب العالمين. [لقاء مع الرسول]
- إننا لكي يحب بعضنا بعضًا في الله تعالى، لا بد أن نكون قد مارسنا قبل ذلك حبًّا عظيمًا لله، وحبًّا عظيمًا لرسوله، فأنت لا تحب في الله ما لم تحب الله، وتحب رسول الله. وحين تملأ نفسك مشاعر الحب لله، تتلوها فورًا مشاعر الحب في الله، وعندئذ تستطيع أن تقول: إن لك إخوانًا في الله. [لقاء مع الرسول]
- الاستغفار إقرار من العبد بعبوديته لله، وطرحٌ لكل ذاته بين يدى مولاه. [لقاء مع الرسول]
- إن حاجتنا إلى التوبة نابعةٌ من طبيعتنا البشرية، فطبيعتنا قابلة للخطأ، بل صانعةٌ له، وإن الأخطاء لتتفصد منها كما يتفصد العرق من مسام الجسد. [كما تحدث الرسول]
- كما ننام نموت، وكما نستيقظ نبعث، ومن كان في شك من الموت والبعث، فليعش إن استطاع بلا نوم وبلا استيقاظ. [كما تحدث الرسول]
- إنك إذا ذهبت تطلب المال من غير حِلِّه، وبغير حقه، سيتركك الله وما تريد، وقد تظفر منه ذبالكثير الكثير، ولكن الكارثة تنتظرك لا محالة على الطريق، لأن الله رفع يده عنك، وويل لمن يكون هذا مثواه ومصيره. [كما تحدث الرسول]
- ما أكثر الهلع والشقاء اللذين يصيبان من يرتبط المال في روعه بالترف لا بالكفاية، وبالكثرة لا بالبركة. [كما تحدث الرسول]
- إننا من طول ما أَلِفْنَا بعض الآيات القرآنية، وبعض الأحاديث النبوية، أصبحنا لا نهتز من أعماقنا للسر الباهر الذي تحمله، والحكمة الثاقبة التي تمنحها. [كما تحدث الرسول]
- الحياء زينة الإنسان، والإنسان بغير حياء لوثة شائهة، وفظاظة وسفه. [لقاء مع الرسول]
- لا تجد مؤمنًا إلا حييًّا، ولا منافقًا إلا عديم الحياء. [لقاء مع الرسول]
- الإسلام لم يأت ليعلمنا أخلاق الصوامع، بل ليعلمنا أخلاق المدينة. [لقاء مع الرسول]
- لا تدع الخوف يفكر لك، أو يشير عليك، وطهر منه إرادتك، وعش قويًّا. [الوصايا العشر]
- اسبح قريبًا من الشاطئ، وارتكب أنظف الأخطاء، ولا تقايض على الفضيلة بشيء. [الوصايا العشر]
- ولِّ وجهك شطر الله، فإنه حق. وضع يدك في يده، فإنه نعم المولى ونعم النصير. [الوصايا العشر]
- الرياء آفة تمحق الأعمال وتردها ترابًا في تراب. [كما تحدث الرسول]
- التواضع نعمة من الله يهبها لكبار النفوس. [كما تحدث الرسول]
- الإيمان بالقدر لا يقول لك: نم وانتظر قدرك؛ بل يقول: قم واكتشف قدرك. [كما تحدث الرسول]
- وسُئل عن القومية العربية فأجاب: إني لا أعرف شيئًا عن القومية العربية، ولكني أعرف أشياء عن الوحدة الإسلامية.
- وقال شعرًا في عيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم:
يا عيد مولده كم ذا تواتينا |
تشدو فتبهجنا، تشجو فتبكينا |
قل للرسول إذا ما جئت روضته |
أدرك شعوبك قد حار المداوونا |
مؤلفاته:
للشيخ كثير من المؤلفات التي ملأت الآفاق نذكر منها على سبيل المثال:
- من هنا نبدأ
- لله والحرية (ثلاثة أجزاء)
- مواطنون لا رعايا
- رجال حول الرسول (مجلد)
- كما تحدث الرسول (مجلد)
- قصتي مع الحياة
- الدولة في الإسلام
- قصتي مع التصوف
وفاته:
بينما هو في المستشفى، ليلة الجمعة في التاسع من شوال سنة 1416هـ، الموافق التاسع والعشرين من فبراير سنة 1996م، عن عمر يناهز الستة والسبعين عامًا.
وصُلي عليه بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة، وبعد الخروج به من باب الجامع توقفت جنازته أكثر من نصف ساعة في مواجهة سيد الشهداء، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ثم سافروا به -رحمه الله- إلى الشرقية، ليدفن بقريته (العدوة)، فصلي عليه مرة أخرى في مسجد العائلة بعد صلاة العصر، ومشت جنازته من المسجد إلى المقابر خارج القرية، يتقدمها المشايخ وهم ينشدون طوال الطريق أبياتًا من بردة المديح المباركة:
أمن تذكر جيران بذي سلم |
* |
مزجت دمعًا جرى من مقلة بدم |
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة |
* |
وأومض البرق في الظلماء من إضم |
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا |
* |
وما لقلبك إن قلت استفق يهم |
أيحسب الصبُّ أن الحب منكتم |
* |
ما بين منسجم منه ومضطرم |
لولا الهوى لم ترق دمعًا على طلل |
* |
ولا أرقت لذكر البان والعلم |
مصادر الترجمة:
- «قصتي مع الحياة»، لخالد محمد خالد.
- «قصتي مع التصوف»، لابنه: محمد خالد ثابت، وهو مستخلص من كتابي «قصتي مع الحياة»، و«والموعد الله» لخالد محمد خالد.
- «شخصيات إسلامية معاصرة» للأستاذ إبراهيم البعثي.