(1915م = 2004م)
الاسم والنسب:
الشيخ أحمد بن الشيخ محمد أمين كفتارو بن موسى.
المولد والنشأة:
وُلد الشيخ أحمد كفتارو في دمشق عام 1915م، وهو عالم مربٍّ من مجددي الفكر الإسلامي، ورواد الصحوة والتقريب بين المذاهب.
نشأ الشيخ في بيت علم وتصوف حيث كان والده الشيخ محمد أمين كفتارو بن موسى من العاكفين على طلب العلم وتعليمه، المجازين بالإرشاد والتعليم والتزكية والتربية، فقد التقى بالشيخ عيسى الكردي النقشبندي فأخذ عنه طريق التربية وتزكية النفس، وفي هذا الجو من التأهيل الحقيقي، والانفتاح على فهم الإسلام من مصادره، والوعي لمقاصد الشريعة، نشأ الشيخ أحمد في دار العلم والتربية، وتقلب في تلك البيئة الطاهرة تهيئهُ الأيام لأشرف المهمات وأقدس الواجبات.
وقد كان للشيخ كفتارو خطة في التربية الصوفية على الطريقة النقشبندية، تتلخص في إعداد الدعاة وبنائهم روحيًّا وعلميًّا، ثم يوجههم لينفروا في قراهم وبلدانهم وأحيائهم، يعقدون للناس مجالس الذكر على أصول الطريقة النقشبندية.
السيرة العلمية:
تلقى علومه الدينية على أيدي كبار علماء «دمشق» الأفاضل، الذين شهدوا له بسعة فهمه وحدة ذكائه، ومنهم: الشيخ محمد أبو الخير الميداني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والشيخ محمد سليم الحلواني، والشيخ محمد الملكاني، والشيخ محمد جزو، والشيخ المُلا عبد المجيد، وغيرهم، بالإضافة إلى والده وشيخه الشيخ محمد أمين كفتارو، وقد أجازه شيوخه بتدريس علوم الشريعة والتزكية والتربية والدعوة والإرشاد.
وقد حصل على:
1- دكتوراه فخرية في علم الدعوة الإسلامية من جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا ... 1968م.
2- دكتوراه فخرية في علوم أصول الدين والشريعة من جامعة عمر الفاروق في باكستان ... 1984م.
3- دكتوراه فخرية في علوم الدعوة الإسلامية من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان ... 1994م.
دروس ومحاضرات:
- ألقى العديد من المحاضرات في مصر، والجزائر، وتشيكوسلوفاكيا، الولايات المتحدة الأمريكية، النمسا، روسيا، إيران، جزر مالطة، ليبيا، تركيا، اليابان، الكويت، اليونان، أذربيجان، لبنان، هونغ كونغ.
جهوده العملية ونشاطه الدعوي:
بعد وفاة والده عام 1938م تولى الإرشاد والتعليم والدعوة والتربية الروحية، وقد تخرج وتربى على يديه مئات العلماء والدعاة والمفكرين والكتَّاب الذين أصبح للكثير منهم شهرة واسعة محليًّا وعالميًّا.
فسَّر القرآن الكريم أربع مرات خلال نصف قرن من المثابرة على التدريس والتوجيه والتربية، وبذل النصح لكافة طبقات الأمة: صغيرها وكبيرها، رجالها ونسائها، فقيرها وغنيها، ومن أمييها إلى مثقفيها، ومن محكوميها إلى حكامها، ولم يترك حاكمًا عربيًّا أو مسلمًا إلا والتقى معه في حدود الطاقة وبذل له النصيحة، وبلَّغ البَلاغ المبين المستند إلى الدليل المقنع، والحقيقة التي لا تشوبها الأغراض والمصالح، فكان مقبولًا عند الجميع على اختلاف توجهاتهم.
أهم أعماله ومناصبه الدينية التي تقلدها:
- عين مدرسًا دينيًّا في «دار الفتوى» بـ«القنيطـرة» ... 1948م.
- شارك في تأسيس رابطة العلماء في الجمهورية العربية السورية ... 1949م.
- عين مدرسًا دينيًّا في «دار الفتوى» بـ«دمشق» ... 1950م.
- عُيِّن مفتيًا لـ«دمشق» ... 1951م.
- عين عضوًا في «مجلس الإفتاء الأعلى» ... 1952م.
- ترأس «جمعية الأنصار الخيرية» ... 1959م.
- انتُخِب من قبل مفتي «سوريا» مفتيًا عامًّا للجمهورية، وتوفي وهو على رأس عمله ... 1964م.
- عضو «مجمع التقريب بين المذاهب» في «إيران».
- عضو «لجنة التنسيق والعمل الإسلامي المشترك في مجال الدعوة»، والتابعة لـ«منظمة المؤتمر الإسلامي».
- عضو مجلس الأمناء لـ«منظمة الدعوة الإسلامية» في «السودان».
- عضو «المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة» في «مصر».
- عضو «القيادة الإسلامية الشعبية العالمية» في «ليبيا».
أشهر تلامذته:
الدكتور الشيخ: محمد بشير الباني. رئيس محكمة النقض.
القاضي الشرعي الأول: عبد الرؤوف الأسطواني.
الطبيب الشرعي الدكتور: عارف طرقجي.
الدكتور: علاء الدين الحموي .
الدكتور: علاء الدين زعتري. وغيرهم.
رحلاته:
- زار الشيخ العديد من الدول العربية والأجنبية تأتي على رأسها مصر، و المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ، ولبنان، الكويت، ليبيا، ، وإيران، وقطر ، والأردن ، وتونس، والبحرين، وعُمان، وباكستان، والفاتيكان، وإيطاليا، وبلغاريا، وكوريا، والصين، وكينيا، وجزر القمر، وماليزيا، والهند، وسنغافورة، تركيا، وأذربيجان، وسويسرا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية، والنمسا، وألمانيا ، وروسيا.
الأوسمة التي تقلدها:
- منحه الرئيس الباكستاني أيوب خان وسام نجمة «باكستان» الذهبية؛ لاهتمامه في شرح قضية «كشمير»، ولإعجابه بأفكار سماحته العملية في فهم الدين الإسلامي، وخاصة فيما يتعلق ببناء القوة الصناعية والاقتصادية والعلمية للدولة 1968م.
- مُنِحَ وسام الاستحقاق من جامعة الفاروق من «باكستان» ... 1984م.
- قلده الرئيس المصري حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ تكريمًا له على الإنجازات الكبيرة التي قدمها لخدمة الدعوة الإسلامية العالمية، وتقديرًا لدورة في صيانة كرامة المسلمين وعزتهم، واعترافًا بدوره في تجديد الإسلام ... 1998م.
أقوال العلماء عن الشيخ أحمد كفتارو:
- قال عنه العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الإسلامي العالمي، ورئيس ندوة العلماء بـ«الهند» في كتابه: «مذكرات سائح في الشرق العربي»:
«الشيخ أحمد: عالم مثقف مطلع ناضج العقلية، واسع آفاق الفكر، نشيط في عمله، وقد تمكن من إلغاء البغاء الرسمي في سوريا ... ومنهجه في الإصلاح يتمثل في وجوب إصلاح المعارف وتوجيهها الإسلامي، وهو قوي الأمل عظيم الثقة ... لقد قال لرئيس أركان الحرب، الحاكم العسكري للبلاد: تستطيع أن تكون زعيمًا للبلاد العربية كلها بل للعالم الإسلامي كله؛ إذا هيأت لنفسك الزعامة الإسلامية، واحتضنت خدمة الإسلام ...».
- قال الدكتور حامد العابد، رئيس وزراء «النيجر» السابق، والأمين العام لـ«منظمة المؤتمر الإسلامي» والحائز على جائزة فيصل العالمية لخدمة الإسلام 1995م:
«إن شيخنا الشيخ أحمد كفتارو قدوة تُحتذى في العالم الإسلامي ... لقد قدم الصورة الحقيقية الناصعة للإسلام في عواصم العالم الكبرى ... وتمكن من هدم كثير من الأوهام التي ينشرها أعداء الإسلام ... وإن «المجمع الإسلامي» الذي أنشأه نموذج فريد ينبغي تعميمه في العالم الإسلامي وخارج العالم الإسلامي ...».
- قال الدكتور أحمد شلبي، مفكر ومؤلف إسلامي معاصر مصري:
«جاءتني دعوة من الداعية الإسلامي الكبير أحمد كفتارو لزيارة المؤسسة التربوية التي شيدها ... وإذا بي أمام بناء شاهق مكون من ثمانية طوابق فسيحة، تشمل الكثير من المدارس والمعاهد والكليات، وله فروع في عدة دول، منها: مدينة «جرك يسك» بـ«روسيا الاتحادية»، ومدينة «عشق أباد» في «تركمانيا»، و«جاوه» و«سومطره» في «إندونيسيا»، ومدينة «لانكستر» في «الولايات المتحدة الأمركية»، وذهبت يوم الجمعة لهذا المسجد -مسجد أبي النور- فوجدت ما لم يخطر بالبال، جماهير غفيرة جاءت ليس من أحياء «دمشق» أومن مدن «سوريا»، بل من الأقطار المجاورة».
- قال الأستاذ محمد المجذوب، المدرس في جامعة الملك فهد في «السعودية»:
«نعم الأب، والراعي، والمرشد، والصالح، واضيعة العمر الذي استهلكناه قبل أن نعرفه، شكرًا لمن كشف لي ستور الحقيقة التي طالما غفلت عنها، بالنسبة إلى هذا الداعية العالمي فضيلة الشيخ أحمد كفتارو، فقد حجبت الدعاية السوءُ حقيقتَه عن عيني؛ فعاديتُه مخدوعًا بأقاويل الجاهلية، حتى إذا قدر الله لي الاتصال به شخصيًّا ثم علميًّا؛ انقدح في قلبي نور المعرفة الصافية، فعلمت هول الخطل الذي عشت في عتمته، الذي حال بيني وبين هذا البحر».
- قال عبدالعزيز ساربا المشرف العام على الدعوة في الجمعية الإسلامية بساحل العاج عن الدكتور أحمد كفتارو :
«صاحب الفكر العميق، القطب الرباني الجليل، الشيخ العارف بالله، دكتور أحمد كفتارو، حفظه الله وأدام ظله وتوفيقاته وبركاته ونفحاته ذخرًا للإسلام المسلمين، يا للبكاء لفراقكم».
وفاته:
توفي الشيخ أحمد كفتارو يوم الأربعاء 17 رجب 1425هـ الموافق 01/09/2004م، حيث صُلي عليه عقب صلاة الظهر في «جامع بني أمية الكبير» بـ«دمشق» من يوم الخميس 18 رجب 1425هـ والموافق 02/09/2004م، وشُيع جثمانه الطاهر بالسيارات إلى وزارة الأوقاف، ثم تابع الموكب سيرًا على الأقدام إلى «مجمع الشيخ أحمد كفتارو»، حيث كان مثواه الأخير.
مصادر ومراجع للاستزادة
- كتاب «المرشد المجدد» لسماحة الدكتور الشيخ محمد بشير الباني.
- كتاب «الدعاة والدعوة المنطلقة من مساجد دمشق» للدكتور محمد حسن الحمصي.
- كتاب «الشيخ أحمد كفتارو يتحدث» إعداد وحوار عماد نداف.
- «أحمد كفتارو ومنهجه في التجديد والإصلاح» لمحمد الحبش، تقديم الدكتور محمد الزحيلي.
- «المنهج الصوفي في فكر ودعوة سماحة الشيخ أحمد كفتارو» للدكتور محمد شريف الصواف.