[ 5 ] أيها الولد، ما لم تعمل لم تجد الأجر، حُكِيَ أن رجلا من بني إسرائيل عَبَدَ اللهَ تعالى سبعين سنة، فأراد الله تعالى أن يجلوه على الملائكة، فأرسل الله إليه مَلَكًا يخبره أنه مع تلك العبادة لا يليق به دخول الجنة، فلما بلغه قال العابد: نحن خُلِقْنَا للعبادة، فينبغي لنا أن نعبده. فلما رجع الملك قال: إلهي، أنت أعلم بما قال. فقال الله تعالى: إذا هو لم يُعْرِضْ عن عبادتنا فنحن -مع الكرم- لا نعرض عنه، اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَعْمَالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا». وقال علي }: من ظن أنه بدون الجهد يَصِلُ فهو مستغن. وقال الحسن رحمه الله تعالى: طَلَبُ الجنة بلا عملٍ ذنبٌ من الذنوب. وقال: عَلَامَةُ الحقيقة ترك ملاحظة العمل لا ترك العمل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْأَحْمَقُ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ الْأَمَانِيَّ».