نسخة تجريبيـــــــة
مصدر آدابهم

يؤكد مشايخ الطريقة الأحمدية على أن آداب طريقتهم نابعة من السنة المشرفة ، فأخذ المشايخ الأحمدية العهود على فقرائهم ومريديهم وأتباعهم له أصل في السنة المحمدية والطريقة المصطفوية. فقد بايع ×الأنصار على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

واتخاذ المشايخ الأحمدية للنقباء له أصل في السنة المحمدية، بل وفي السنة الموسوية؛ فقد اتخذ ×نقباء من الأنصار، فإنه ×قال للأنصار لما بايعهم: إن موسى عليه الصلاة والسلام أخذ من بني إسرائيل اثنى عشر نقيبًا، فلا يجدن أحد في نفسه أن يؤخذ غيره، فإنما يختار لي جبريل. فاختار من الخزرج تسعة، ومن الأوس ثلاثة وقال لهم: أنتم كفلاء على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم. وكان من جملتهم أسعد بن زرارة كان نقيبًا على أخواله ×بني النجار، ولما مات أسعد. قالوا له: اتخذ لنا نقيبًا. فقال: أنا نقيبكم.

وخدمة الشخص لإخوانه من أكبر النعم العظيمة وأجل المنن الجسيمة، وقد ورد في بعض الآثار ما يفضلها على نافلة الصيام، فقد جاء أنه ×نزل منزلاً في بعض أسفاره وكان بعض الصحابة من المفطرين وبعضهم من الصائمين، فنام الصائمون وقام المفطرون فنصبوا الأخبية وسقطوا الركاب. فقال ×: ذهب المفطرون اليوم بالأجور. ومن ثم قيل ينبغي للشخص أن يهتم بخدمة الإخوان، وأن يقدمها على النوافل. فقد روى عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: ما رأيت رسول الله ×فارغًا في أهله؛ إما أن يخصف نعلاً لمسكين، أو يخيط ثوبًا لأرملة. لكن ينبغي لمن انتصب لخدمة الفقراء أن يخلص النية من شوائب الأغراض النفسانية، ولا يستنكف عن الخدمة للصغير فضلاً عن الكبير، وينبغي له الصبر على أذاهم وجفاهم ويعتذر من تقصيره تطييبًا لقلوبهم وإن علم أنه برى الساحة من التقصير.

وقد قيل: من تعزز عن خدمه الإخوان، ابتلاه الله بالذل والامتهان، لا ينفك عنه ذلك حتى يموت، ويذهب ويفوت. فاحذر أيها النقيب أن تخيب. وقد قيل: من جالس الذاكرين انتبه من غفلته، ومن خدم الصالحين ارتفع بخدمته.

واعلموا يا إخواني أن هجر المشايخ الأحمدية لبعض المريدين إذا وقع منه ذنب أو أخل بأدب من آداب السالكين، وأمرهم لإخوانهم بعدم مجالسته ومخالطته ومكالمته، وأخذ زيهم الذي به يتشرفون وعن غيرهم به يتميزون له أصل في السنه السنية المطهرة المرضية، ألا ترى ما وقع لكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية رضي الله تعالى عنهم أجمعين لما تخلفوا عنه ×في غزوة تبوك، نهى ×المسلمين عن كلامهم، فاجتنبهم الناس، فكان كعب يشهد الصلاة مع المسلمين، ويطوف في الأسواق فلا يكلمه أحد منهم. وإذا كلم أحدًا لا يرد عليه ولا يلتفت إليه. ثم أمرهم ×باعتزال نسائهم حتى أنزل الله توبتهم بعد خمسين يومًا.

وقد كان سيدي أحمد الزاهد رضي الله تعالى عنه: إذا هجر فقيرًا تأديبًا له يأمره بالإقامة في ميضأة الجامع فيمكث السنة فأكثر حتى يطيب عليه الشيخ.

وقد كان سيدي محمد الحنفي رضي الله تعالى عنه إذا رأى أحدًا من أصحابه فيه شمم وشهامة([1]) أمره أن يخرج يسأل الناس في الأسواق والحوانيت حتى تنكسر نفسه ويقول: رحم الله من ساعد نفسه على شيخه.

وكان رضي الله تعالى عنه يقول: ليس عند الفقراء عصا يضربون بها الفقراء إنما هو تغيير قلوبهم.

وكان سيدي محمد الغمري إذا أساء الأدب أحد من الفقراء يأمر النقيب ينادي عليه: فلان مهجور فلا يجالسه أحد حتى يتأدب.

أما ما عهد عند مشي المشايخ الأحمدية ليلاً وأمامهم الفوانيس لبعض المحال التي يعقد بها مجالس الذكر، ويصير عليهم أبهة ظاهرة، وجلالة عظيمة باهرة تشهدها القلوب الخالية فضلاً عن القلوب العامرة، والمشي بالنور في الظلام من سنة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام. فقد جاء أن قتادة بن النعمان رضي الله تعالى عنه صلى مع النبي ×العشاء، وكانت ليلة مظلمة مطيرة، فأعطاه ×عرجونًا وقال: انطلق به فإنه سيضيء لك من بين يديك ومن خلفك.

وجاء أن عباد بن بشر وأسيد ابن حضير رضي الله تعالى عنهما كانا عند النبي ×في حاجة حتى ذهب من الليل ساعة، وكانت ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا وبيد كل منهما غصن فأضاءت لهما عصا أحدهما فمشيا في ضوئها حتى إذا افترقت بهم الطريق أضاءت للآخر عصاه. فمشى كل واحد في ضوء عصاه ، وأما كونه بخصوص الفانوس فلئلا يطفئ المصباح ما يعرض من عوارض الرياح.

أما اتخاذ المشايخ الأحمدية السجادة والسبحة فله أصل: أما للأول فقد جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كنت أجعل لرسول الله ×حصيرًا يصلي عليها من الليل. وأما الثاني فقد جاء أنه ×كان يعقد للتسبيح بيده أي بأنامل يده وقد دخل ×على السيدة صفية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وبين يديها حصا تسبح به وأقرها على ذلك.

قال بعضهم: وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم، ويعتمد عليهم كأبى هريرة رضي الله تعالى عنه فإنه كان له خيط فيه ألف عقدة فلا ينام حتى يسبح به. وكان لسيدي أحمد الكعكي سبحة ألف حبة يصلي بها على النبي ×فسرق منها إنسان سبع حبات فرأى النبي ×في المنام وقال له يا أحمد فلان سرق من سبحتك سبع حبات، ولك كذا وكذا يومًا  تصلي علي ناقصًا العدد. فذهب إلى ذلك الإنسان وأخبره بذلك. فقال: صدق رسول الله ×وأخرجها له من رأسه فردها إلى السبحة.

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: وبلغنا أنها كانت تدور بنفسها إذا أبطأ الشيخ عن وقت الورد، فيعلم دخول الوقت بذلك.

وأما إدارة المشايخ الأحمدية للسبحة الألفية بعد تغسيل الميت وإدراجه في الكفن بلا إله إلا الله سبعين ألف مرة فقد ذكر بعضهم في ذلك حديثًا وهو: من قال لا إله إلا الله سبعين ألفا فقد اشترى نفسه من الله لكنه مطعون فيه، بل ادعى بعضهم وضعه. قال بعضهم: وينبغي للشخص أن يفعلها اقتداء بالسادة الصوفية: منهم اليافعي والشيخ الأكبر، فإنهم يتداولونها، ويذكرون أن الله تعالى يعتق بها رقبة من قالها واشترى بها نفسه من النار أو رقبة من يقولها عنه ويشتري بها نفسه من النار([2]). وقد ذكر أن شابًا صالحًا كان من أهل الكشف، وكانت المشايخ ترى له فضلاً على صغر سنه. قال بعض المشايخ: وكان في قلبي شيء منه؛ فاجتمع معي في بعض المجالس، فأحضر لنا الطعام، فبينما نحن نتناول الطعام نحن والشاب، إذ صاح صيحة منكرة وصار يقول: يا عم هذه أمي في النار!وكانت أمه قد ماتت، وخر مغشيًا عليه. وصار يصيح صياحًا منكرًا. فقلت في نفسي: اليوم أختبر صدق هذا الشاب. وكنت عملت هذه السبعين ألف تهليلة وأريد أن أدخرها لنفسي، وأشهدك أني قد اشتريت بها أم هذا الشاب من النار. فما استتم هذا الوارد، إلا وتبسم الشاب وسر وقال الحمد لله، أرى أمي قد أخرجت من النار، وأمر بها إلى الجنة. فقال الشيخ المذكور: فحصل لي فائدتان: صدق الخبر المذكور، وصدق كشف هذا([3]) الشاب.

قلت: وقد أخبرني بعض أهل الصلاح ممن لنا به اجتماع أنه فعل ذلك لبعض أتباعه وقد وجده في قبره محترقًا يقظة، بعد أن رآه منامًا يعذب. فرآه في النوم بعد ذلك في حالة حسنة وهو يقول: جزاك الله عني خيرًا خلصتني مما كنت فيه من العذاب والحبس.

وقد ذكرت لي الحاجة سلطانة نائبة بيتنا و بيت الكناسية أنها فعلت ذلك وأهدته لأمها ففي تلك الليلة رأت أمها في حالة حسنة جدًا وعندها امرأة أخرى وهي تقول لتلك المرأة انظري هذا الذي أهدته إلى بنتي. وأخرجت صندوقًا، وأخرجت منه جواهر نفيسة وهي تتعجب من تلك الجواهر. وتدعو لبنتها المذكورة دعاء كثيرًا وتقول جزاك الله عني خيرا.

والأصل في اتخاذ الشملة الحمراء ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله ×يلبس رداءه الأحمر في العيدين والجمعة. وقد جاء أنه دخل مكة: يوم الفتح وعلى رأسه برد أحمر.

واتخاذ العلم الأحمر لقول الأستاذ لخليفته سيدي عبد العال رضي تعالى عنهما: يا عبد العال إني اخترت هذه الراية الحمراء لنفسي في حياتي وبعد مماتي وهي علامة لمن يمشي على طريقتي من بعدي. والراية ظاهرة في أن المراد بها العلم، فعلم أنه كان موجودًا في حياة الأستاذ، وليس المراد بها الشملة ولا ما يشملها. وليست الشملة هي الخرقة التي يتداولها الصوفية التي لبسها الأستاذ سيدي أحمد من الشيخ عبد الجليل . وكثير من الناس يتوهم أنها هي. إذ لو كانت هي لقال الأستاذ: يا عبد العال هذه هي الخرقة التي لبستها من الشيخ عبد الجليل ولا يلبسها لسيدي عبد العال. فإني لم أقف على أن الأستاذ ألبس سيدي عبد العال هذه الشملة الحمراء. ولا أنه لبسها، ولعل من اتخذها من الفقراء رأى أن الأستاذ اختار الراية الحمراء وأشار رضي الله تعالى عنه إلى أن الغرض من اتخاذها أن يتميز الحامل لها عن غيره من بقية طوائف الفقراء، وأن الراية يشق حملها في كل الأوقات، فاتخذ الشملة الحمراء للتمييز. ولعل أول من اتخذها سيدي إبراهيم المتبولي، فقد ذكر عنه أنه كان يتعمم بعمامة الصوف الأبيض وربما يتطيلس في بعض الأوقات بالشملة الحمراء ويقول: أنا أحمدي المقام، وفي رواية أتبرك بزي أخي أحمد البدوي. فقد آخى رسول الله ×بيني وبينه. زاد في رواية وقال لي: وعزة ربي لو علمت أن في الأولياء من هو أكبر فتوة منه لآخيت بينك وبينه ولكن ما ثم من أولياء مصر بعد محمد بن أدريس أكثر فتوة منه. فقلت: يا رسول الله فمن بعده في الفتوة من أولياء مصر؟ فقال: السيدة نفيسة، وبعدها الشيخ شرف الدين الكردي. أي الذي بالحسينية، وبعدهما الشيخ عبد الله المنوفي. أي المدفون عند تربة السلطان قايتباي بالصحراء. قال سيدي إبراهيم المتبولي: وأمرني رسول الله ×أن أصغر جرم خبزي كخبز سيدي أحمد البدوي. ومن ثم كان يقول: لا تكبروا خبز زاويتي على خبز زاوية سيدي أحمد البدوي. وتصغير الخبز له أصل في السنة فقد جاء (صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم([4]) فيه).

لا يقال ورد النهي عن لبس الأحمر الخالص: لأنا نقول النهي للتنزيه وهو عند أئمتنا الشافعية، ومنهم الأستاذ وسيدي عبد العال رضي الله تعالى عنهما محمول على المصبوغ بالعصفر دون المصبوغ بغيره فلا يكره ولو بعد نسجه على الراجح. والشملة الحمراء التي يتخذها السادة الأحمدية ليست مصبوعة بالعصفر وبهذا يعلم ما في كلام ابن القيم. ومن ثم قيل: كان لسيدي عبد العال البشت الأحمر. وهو الذي يلبسه الخليفة يوم الركبة الكبرى انفضاض المولد وذلك يوم الجمعة بعد الصلاة ويلبس تحته قميص الأستاذ سيدي أحمد وهو من قطن مفرج من أمام ومن خلف. وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني أن الشيخ محمد المنير كان يلبس بشتا مخططًا بالأحمر ويقول: أنا رجل أحمدي.

ثم رأيت الشيخ جلال الدين([5]) خليفة سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله تعالى عنهما ألف كتابًا حافلاً ذكر فيه سنده بلبس الخرق فذكر سنده بلبس خرقة سيدي أحمد وذكر أنه لبسها من سيدي نور الدين البلتاجي وهو لبسها من والده وهو لبسها من سيدي عبد الرحمن شقيق سيدي عبد العال وهو لبسها من سيدي عبد العال، ولم يزد على ذلك، إلا أن سياقه يدل على أن سيدي عبد العال لبس الخرقة من سيدي أحمد رضي الله تعالى عنهم أجمعين. وقد قدمت أني لم أقف على خصوص تلك الخرقة ما هي: هل هي طاقيه؟ أو منديل أو ثوب أو رداء؟ فليتأمل.

وفي كلام الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه: كنت لا أقول بلباس الخرقة التي تفعلها الصوفية حتى لبستها من يد الخضر عليه السلام تجاه باب الكعبة، وفي كلام بعضهم عند الحجر الأسود.

وقال بعضهم: هذه الراية الحمراء التي هي العلم، هي إحدى الخرق الثلاثة([6]).

واعلموا يا إخواني أن كنس السادة الأحمدية من بيت السادة الكناسية لضريح الأستاذ في زمن المولدوالمقام لأنهم تابعون في ذلك لشيخهم الشيخ محمد السطوحي الكناس، وقيل له الكناس لما تقدم. ومعلوم أن كنس المساجد من الأمور المطلوبة، والمآثر المحبوبة. فقد جاء أنه ×، غضب على جمع من الصحابة حين دفنوا امرأة كانت تقم المسجد أي تكنسه، فسأل عنها بعد أيام من دفنها، فقالوا: ماتت. قال: هلا آذنتموني –أي أعلمتموني بموتها؟ فجاء قبرها فصلى عليها. وفي بعض الروايات أنه مر بقبرها فقال: ما هذا؟ قالوا: أم محجن. قال: التي كانت تقم المسجد؟ قالوا: نعم. فصف الناس فصلى عليها. ثم قال مخاطبًا لها: أي العمل وجدت أفضل؟ قالوا: يا رسول الله أتسمع؟ قال: ما أنتم بأسمع منها. ثم ذكر أنها أجابته بقولها: قم المسجد أي كنسه.

ويرى بعض مشايخ الأحمدية أن دوران الفقراء الأحمدية حول قبة الأستاذ ليلة الجمعة التي يقال لها ليلة الجلوة، وهي آخر ليلة من ليالي المولد له أصل في الجملة يستأنس به. وهو ما جاء أن الحق سبحانه وتعالى لما قال للملائكة: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، قَالُوا: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا﴾ [البقرة:30]وندموا على صدور ذلك القول منهم، لاذوا بالعرش يطوفون به استرضاء للحق سبحانه فرضى عنهم وعند ذلك قال لهم: ابنوا لي بيتًا في الأرض يطوف حوله من سخطت عليه من بني آدم كما فعلتم بعرشي فأرضى عنهم. فبنوا الكعبة أي أساسها. فهؤلاء الفقراء في تلك الليلة الشريفة يتوسلون بأستاذهم إلى الله تعالى في قبول زيارتهم وحصول([7]) مثوبتهم.

واعلموا يا إخواني أن تمكين المشايخ الأحمدية من يتبرك بهم من تقبيل أيديهم له أصل في السنة. فقد جاء عن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم قال: نزلت إلى رسول الله ×، وقبلت يده. وقد جاء أن أعرابيًا أتى إلى النبي ×واستأذنه أن يقبل يده فأذن له، واستأذنه أن يسجد له فلم يأذن له، وقال: لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد([8]) لزوجها لعظيم حقه عليها.

وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه أنه قبل يد عمر ابن الخطاب لما قدم عليه بالشام بحضور الصحابة.

المصدر: نور الدين الحلبي (صاحب السيرة الحلبية المشهورة)، سيرة السيد أحمد البدوي المسمى «النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية»، تحقيق وتقديم وتعليق: أحمد عز الدين خلف الله، القاهرة: محمد عاطف وسيد طه وشركاهما، ط1،1964م، ص 116 – 126.

 

 


([1])    على غيره من الناس: فالشمم محمود إذا كان على المعاصي، مذموم إذا كان فيما يسخط الله . (محققه).

([2])    روى عن جمع من الفقهاء والصوفية: أن من قال لا إله إلا الله سبعين ألف مرة كانت فدية من النار، وأجمع أهل الحديث أن هذا النص لم يرد في السنة ، وسئل الحافظ ابن حجر عن هذا النص هل هو حديث، فأجاب بأنه ليس بحديث، وأنه موضوع ولا تحل روايته إلا مقرونًا ببيان حاله، وقال العارف محمد بن عبد القادر الفاسي: إنما تفعل –أي الفدية- لا على أنها مروية عن النبي ×، بل اقتداء بالسلف الصالح الذين كانوا يفعلونها ويحضون عليها. وممن أوصى بها الإمام محيي الدين بن االعربي ،واليافعي، والنجم الغيطي ومحمد بن عراق، وعبد القادر الفاسي. وذهب القطب عبد السلام ابن سليم الأسمر الطرابلسي والعارف محمد بن ناصر الدرعي وتلميذه العلامة اليوسي وأبو الحسن الدراوي الهداجي إلى أنه لابد من الجمع بين لا إله إلا الله محمد رسول الله بحيث لو ترك الجمع ولو مرة لم يحصل الفداء واستدل الأخير على ذلك بكلام للفاكهاني في شرحه على الرسالة. وينبغي أن يصل الذاكر على رسول الله ×عند الشروع. ولا يتأكد أن يتم ذلك في يوم أو ليلة أي في مجلس واحد. والوارد في السنة حديث: «من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة» رواه البزار والطبراني عن أبي سعيد الخدري ورواه ابن النجار عن أنس ورواه الطبراني وأبو نعيم عن زيد بن أرقم لكنه زاد: قيل: وما إخلاصها قال: أن تحجزه عن محارم الله فتأمل ما في هذا الجواب من الإعجاز الذي ليس وراءه مرمى في البيان وفي الإيجاز. (محققه).

([3])    هذه القصة وردت في آخر الفتوحات المكية في باب الوصايا والذي أهدى الفدية هو الشيخ أبو الربيع المالقي الكفيف، وفي آخرها قال أبو الربيع: أنه رأى بركة ذلك في زوجته لما ماتت. وممن روى قصة هذا الشاب الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني في الإرشاد والتطريز وفي كرامات الأولياء. (محققه).

([4])    رواه الديلمي في مسنده مرفوعًا بسند واه وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال الحافظ ابن حجر: تتبعت هل كان خبز المصطفى ×صغيرًا أو كبيرًا فلم أر فيه شيئًا. (محققه).

([5])    هو الشيخ جلال الدين الكركي، وهو من خلفاء الطريقة البرهامية من أهل القرن العاشر الهجري. (محققه).

([6])    الخرفتان الباقيتان هما: الخضراء وتنسب للإمام الجيلاني، والسوداء وتنسب للإمام الرفاعي. (محققه).

([7])    هذا تعليل لم يقل به أحد، ولا علاقة له بالعمل الذي يطلب الدليل عليه. (محققه).

([8])    أخرجه الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه وأبو داود عن قيس بن سعد رضي الله تعالى عنه، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. وابن ماجة عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها والحاكم عن بريدة رضي الله تعالى عنه، وابن حبان عن ابن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه.

            والحديث في سنن أبي داود: عن قيس بن سعد قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك. قال: أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له. قال قلت: لا. قال: فلا تفعلوا. لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق. قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي. وساق الإمام أحمد سببًا آخر للحديث. (محققه).


التقييم الحالي
بناء على 27 آراء
أضف إلى
أضف تعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني*
عنوان التعليق*
التعليق*
البحث