بتاريخ:09-06-2012
طالب الأزهر الشريف المواطنين المصريين جميعًا على اختلاف آرائهم واجتهاداتهم ومواقفهم، ألا يستجيبوا لدواعي الاستقطاب والفُرقة والتنازع، وأن يقدموا مصلحة الوطن على أي شيء آخر في هذه الظروف التي يحتاج فيها الوطن والجماعة الوطنية المصرية إلى التماسك والثبات والحكمة أكثر من أي وقتٍ مرَّ بنا منذ ثورة الشعب في الخامس والعشرين من يناير .
وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور "أحمد الطيب" -شيخ الأزهر- في بيان له اليوم أهمية وثيقة الأزهر الأولى بما تؤكده من أوليات وثوابت مصرية، والتى التقي عليها الجميع بدافع الغيرة الوطنية، والحكمة النضالية، والخبرة التاريخية، بكل أطيافهم وانتماءاتهم، خاصة في تلك الظروف والصعوبات الجمَّة التي سبق ومر بها الوطن وخرج منها الجميع بحمد الله متماسكين، برغم ما قدموه من تضحيات.
وجدد شيخ الأزهر التأكيد على ما تضمنته وثيقة الأزهر الأولى؛ من تأسيس الدولة الديموقراطية الوطنية الدستورية الحديثة، والمساواة الكاملة في حقوق المواطنة، وعدم التمييز لا لجنس ولا لدين ولا لأي اعتبار آخر، ورعاية حقوق الإنسان المصري وكرامته وعدم المساس بها على أي وجه كان، وتطبيق القوانين على جميع المصريين دون استثناء أو تمييز، مع ضمان الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
وأشار إلى اهتمام وثيقة الأزهر لمحاربة المرض والفقر، والأمية والجهل، وتحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين كافة، والحفاظ على وَحدة النسيج الاجتماعي الوطني وحمايته من أي خطر، مع حماية الأسرة والمرأة والطفل مما نالهم من متاعب وأضرار في العقود السابقة، والالتزام بحرية الرأي والتعبير عنه دون مساس بالغير أو إساءة إليه على الإطلاق، وحرية العبادة والعقيدة لأتباع الأديان السماوية الثلاثة من المواطنين، في حماية القانون والنظام العام، والتمسك بمؤسساتنا الوطنية، واحترام دورها دينيًا، واجتماعيًا، وسياسيًا، وعسكريًا، في مواجهة كل التحديات.
وأكد الدكتور "الطيب" -فى بيانه- أن الأزهر الشريف سيبقى بيتًا للوطنية، وموئلاً للمناضلين، وذخرًا للعمل الوطني المخلص على مرّ الأيام بوطننا العزيز، مناشدًا الجميع عدم الاختلاف أو التنازع بما يفتت قوتهم ووحدتهم.