(الألمانية) - الصوفي
بتاريخ: 04-04-2012
أكد د.كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى أوروبا أن توافق التيارات الإسلامية على مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية أمر عسير للغاية، معتبرا أن القوى الليبرالية إذا اجتمعت خلف مرشح واحد فقد يهزمون الإسلاميين.
وشدد الهلباوى فى تصريحات للوكالة الألمانية على أنه "من الصعب جدا توحيد التيارات الإسلامية على مرشح واحد إلا إذا استخدموا العقل والتجرد الكامل الذى قال به الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وطبقوا المعايير القرآنية فى الاختيار دون أى تمييز للوضع التنظيمي".
وتابع "لو اتحدت القوى الليبرالية فمن الممكن أن يهزموا الإسلاميين.. لم لا؟ خاصة إذا ظل الإسلاميون مختلفين على أكثر من مرشح.. أو أن تكون هناك إعادة"، مؤكدا أن دفع جماعة الإخوان بخيرت الشاطر سيفتت من الكتلة التصويتية الموجهة للمرشحين الإسلاميين دون وجود فرص كبيرة وحتمية لفوزه بالسباق الرئاسى "من الممكن أن يفوز شأنه شأن الآخرين ولكنه سيضعف من الكتلة التصويتية للمرشحين الإسلاميين عبر تفرقها على أكثر من مرشح.
وأضاف "الإخوان باستطاعتهم إنجاح مرشحهم إذا استطاعوا إقناع الشعب.. حقيقة أن الشعب صوت للإخوان بنسبة عالية فى انتخابات البرلمان، لكن انتخابات الرئاسة تأتى فى توقيت فقد فيه الإخوان مصداقيتهم بالشارع وبالتالى لا نعلم إذا ما كان الناس سيصوتون لهم أم لا؟".
ونفى الهلباوي وجود كتلة تصويتية كبيرة للمنضمين لجماعة الإخوان كتنظيم، موضحا: "من يملك حق التصويت من المصريين فى الانتخابات الرئاسية القادمة 51 مليون تقريبا منهم نصف مليون عضو إخوانى تنظيمى عامل فقط".
وتابع: "أما المتعاطفون مع الإخوان فهم كثيرون وهؤلاء موجودون بالشارع وقد ينتقل تعاطفهم لمن يهتم بهم ويدخل السرور على قلبهم…الإخوان ليسوا كتلة عددية مؤثرة ولكن التنظيم والمعارف هما العاملان المؤثران والحاسمان لديهم".
وأردف: "هم يملكون أكبر قوة مدنية منظمة بالبلد بعد العسكر بالطبع، وعندهم المال من اشتراكاتهم ومساهماتهم كما أن لديهم أكبر قاعدة شعبية عريضة (وهى قاعدة) لا تتوافر لأى تنظيمات أو أحزاب أخرى ولكن استمرار هذا كله مرتبط بقدرة الإخوان على الحفاظ على محبة لهم إذا وفى الإخوان بعهودهم ووعودهم".
وردا على تساؤل حول مطالبة بعض القوى والتيارات لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى بالترشح خشية فوز الشاطر وتحول مصر لدولة دينية، قال الهلباوى: "القصة تحتاج لقياس رأى عام وتحليل لهذا القياس حتى نتمكن من القول إن الناس تخشى من (تولى) الشاطر.. وهناك آخرون يمتدحونه ويكتبون الكثير على شبكة التواصل الاجتماعى فيسبوك.. كلام شديد الولاء والمولاة".
وأضاف: "برأيى نحن عانينا كثيرا من حكم العسكر.. والجيش يشكر لأنه دعم الثورة وقاد صناعة القرار فى فترة حرجة أخطأ فيها وأصاب ويكفى المشير أنه ظل وزيرا للدفاع عدة سنوات وهو الآن رئيس المجلس العسكرى.. لنترك الفرصة للشباب الذى قام بالثورة وأحدث التغيير أو من سيحافظ عليها".
أما فيما يتعلق بالانتقادات التى وجهت للجماعة لاختيارها مرشحا من طبقة كبار رجال الأعمال وهو ما يعنى عودة شبح تزاوج المال والسلطة الذى كان مثار انتقاد دائم من جانب الإخوان المسلمين للحزب الوطنى المنحل، قال الهلباوى: "لا أعرف حجم ثروة الشاطر وهو لم يتسلم السلطة بعد والشعب موجود ومن حقه أن ينجح من يريد أو يسقط من يريد إذا وجد أن هناك محاولة لاستحداث نموذج جديد للحزب الوطنى".
جدير بالذكر أن المهندس خيرت الشاطر اشتهر بأنه العقل المخطط لجماعة الإخوان بمصر خاصة فيما يتعلق بالنواحى المالية وأنه أدار لعدة سنوات الأنشطة الاقتصادية للجماعة التى اعتمدت عليها فى التمويل.
وردا على سؤال حول احتمال أن يكون ترشيح الشاطر صفقة ما بين الإخوان والمجلس العسكرى إما لتوفير خروج آمن للأخير أو لتفتيت أصوات الإسلاميين لصالح مرشح آخر يدعمه الجيش قال الهلباوى: "أولا الخروج الآمن للعسكر هو مشروع وهمى فاشل، فلا أحد يستطيع أن يؤمن أحدا أجرم فى حق هذا الشعب فلا أحد يملك هذا الحق" فالكل خاضع للمساءلة ولا أحد فوق القانون.
وتابع: "ولا أعتقد أن العسكر سيتركون السلطة بسهولة لأنهم يحاولون أن يكون لهم وضع استثنائى أو متميز بالدستور ولن يعتمدوا على شخص الرئيس المقبل أيا كان".