(رويترز) - الصوفي
بتاريخ: 21-03-2012
خرج آلاف التونسيين في مظاهرات حاشدة في ذكرى الاستقلال للتأكيد على مدنية الدولة التونسية ورفضهم لتحويل تونس إلى دولة إسلامية.
وكان نفوذ الإسلاميين التونسيين قد زاد بقوة منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي، وتجسد ذلك المد في وصول حركة إسلامية، حركة النهضة للحكم.
ورفع المتظاهرون أعلام تونس بلونيها الأحمر والأبيض تظاهر الاف التونسيين بشارع الحبيب بورقيبة وهي النقطة الرمزية في الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير العام الماضي وأثارت انتفاضات الربيع العربي.
وقال متظاهر اسمه جابر بن حسن لرويترز "خرجنا بالالاف لنقول لمن يريدون ان يحولوا مسار الثورة ان تونس ستبقى دولة مدنية.. خرجنا لنقول لهم لن تمروا"، مضيفاً: "إن هنا لننتصر لدولة مدنية ديمقراطية حرة."
وسيبدأ المجلس التأسيسي الذي تهيمن عليه حركة النهضة الاسلامية صياغة دستور جديد خلال الاسابيع المقبلة وسط تجاذبات كبيرة بين الاسلاميين المطالبين بدستور يستند للشريعة والعلمانيين المنادين بدستور مدني حداثي.
ومنذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي زاد نفوذ الاسلاميين وتجسد ذلك في وصول حركة اسلامية للحكم. كما تزايد حضور جماعات سلفية وهو ما اثار قلق العلمانيين في البلاد الذين يقولون ان قيم الحداثة ونمط الحياة المتحرر اصبحت مهددة.
وجاءت هذه المظاهرة على ما يبدو ردا على مسيرة ضخمة نظمتها جماعات اسلامية الاسبوع الماضي ورفعت فيها شعارات تطالب بدولة اسلامية.
ورفع المتظاهرون الذي بدأوا مسيرتهم من امام المسرح البلدي باتجاه مقر وزارة الداخلية اعلام تونس فقط في اشارة الى ان الولاء للوطن فقط رافضين اقحام الدين في السياسة.
وردد المتظاهرون شعارات "تونس تونس حرة والرجعية على بره" و"الشعب يريد دولة مدنية" و"التشغيل استحقاق لا خلافة ولا نفاق" وغنوا النشيد الوطني عدة مرات قبل ان تتحول بعد ذلك الشعارات الى عبارات مناهضة لحركة النهضة التي تقود الحكومة الحالية، ومن الشعارات التي رفعت ضد النهضة "خبز وماء والنهضة لا".
وقالت متظاهرة اسمها هالى الرفرافي بينما كانت متلحفة بعلم تونس "لن نقبل ان تفرض اقلية لم تكن موجودة قبل 14 (يناير) خياراتها علينا."
واضافتـ "من العار ان نضطر بعد 56 سنة من الاستقلال الى الخروج للمطالبة بدولة مدنية التي اصبحت محل تجاذب.. تونس لها عديد من الاولويات الاخرى التي يتعين ان ننظر اليها مثل الاقتصاد والبطالة والفقر".
وفي خطاب القاه بقصر قرطاج في عيد الاستقلال دعا رئيس الجمهورية منصف المرزوقي التونسيين بمختلف توجهاتهم الفكرية والدينية الى التوحد ونبذ الخلافات من اجل مصلحة الوطن العليا.
وقال "الوطن لا يبنى بلون واحد وتونس ستدفع الثمن باهظا بالدم والدموع اذا اضطرت للتصدي بقوة للمتطرفين القادمين من كل حدب وصوب".