كتب: محمود أبوالنصر
بتاريخ: 24-12-2011
أكد فضيلة المفتي د. علي جمعة أن التربية والتعليم هي أساس التغيير، وأوضح أن أساس العلاقة بين العبد وربه تلخصها "لا حول ولا قوة إلا بالله" التي تفيد حسن التوكل على الله، والتسليم بأمر الله، والرضا بقضاء الله، وأكد أن العلاقة بين العبد وربه تحتاج إلى تغيير لأن الإنسان ينسى والذكر يجعل الإنسان قريبا من الله مستوعبًا لمعنى " لا حول ولا قوة إلا بالله" لأنها منهج حياة ومنهج تغيير.
وأضاف أن هناك منهج لعلاقة الإنسان بالإنسان وهذا المنهج مبني على العفو والصفح "فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير" وهذا الصفح يحتاج إلى صبر وإلى تجرع المرارة كيف تعفو عمن آذاك؟ وكيف تعفو عمن اعتدى عليك؟ وكيف تعفو عمن وقف بلا مبرر يشتمك ويسبك، وهو على باطل وأنت على حق؟ وأكد أن العفو هو منهج الأنبياء والصديقين، وهو ما ينبغي أن نتقدم به بيننا وبين الناس .
وأضاف المفتي في خطبته أن أحد الأشخاص أرسل له رسالة قال فيها " أنت تتكلم عن العفو والصفح، وأنت لم تعف وتصفح عن شخص شتمك، أين العفو والصفح؟" ورجعتُ إلى كلام رسول الله يقول " ابدأ بنفسك ثم بمن تعول" وجعلت كلامه فوق رأسي، وأنا أشهد الله ثم أشهدكم وأشهد من يستمع إلي أنني خلعت عباءة الخصومة من كل أحد، وأنني قد ألغيت كل جدال وخصام بعد أذيتي وسبي وشتمي محاولة أن أتحلى بحلية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العفو والصبر والتجاوز والصفح الجميل ، ألغيت كل قضية قبل أن تبدأ وألغيت كل خصومة حتى نبدأ صفحة جديدة وحتى أبدأ بنفسي، فعندما أقف بينكم أنصحكم أكون قد بدأت بنفسي، فالعلاقة بينك وبين الخلق يجب أن تبنى على الصفح والعفو والمغفرة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا وأن يغفر لنا وأن ندخل في محل نظره سبحانه وتعالى".
ونعى فضيلته الشيخ الشهيد عماد عفت، قائلا: "إن البلاء ازداد علينا وإنه في الأسبوع الماضي قتلوا ابني وحرقوا كتابي"، واحتسب عند الله ابنه في العلم الذي رباه حتى رآه يدرس في الأزهر، وأوضح أنهم أحرقوا كتابه حين أحرقوا المجمع العلمي، مضيفاً أن ما يحدث لنا تحت أي مبرر لا يرضي الله ورسوله، نحن نطالب المصريين بأن يكونوا يدا واحدة لاصلاح مصر لصلاح البلاد والعباد.
وأضاف المفتي: "برنامج التغيير قد يكون صعبًا، لكنه هو الوحيد الذي يعمر ولا يدمر، والذي نعبد فيه ربنا والذي نغير فيه أنفسنا، هيا بنا نتكاتف على قلب رجل واحد ونتعاون كأننا قد ذاب بعضنا في بعض وكأننا أصبحنا شخصا واحدا، وبالعلم والعمل نستطيع أن نصل إلى مقصدنا وليس بالدماء الطاهرة التي تسيل على الطرقات وليس بالدمار والخراب نبلغ الآمال.