بتاريخ: 19-09-2010
طالب الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، الحكومات العربية والإسلامية بوقف تصدير البترول والغاز الطبيعى عن الدول المسيئة للإسلام، مطالباً الحكومة المصرية بوقف تصدير الغاز لإسرائيل كرد فعل على تمزيق وحرق المصحف من بعض الأفراد الإسرائيليين، مضيفاً أن سلاح البترول هو أقوى الأسلحة التى يمتلكها العرب ويستطيعون من خلالها إجبار الغرب على احترامهم واحترام الإسلام، مشيراً إلى أننا أمة هانت على نفسها فهانت على الناس.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بمشيخة الطريقة العزمية وكانت بعنوان "الرموز الإسلامية بين التقديس والاستهانة"، بحضور الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، والدكتور أحمد السايح الدكتور بجامعة الأزهر، والدكتور عمار على حسن الباحث السياسى والمتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، والدكتور أحمد شوقى الحفنى الأمين العام المساعد للقيادة الشعبية الإسلامية.
هاجم الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، الأنظمة الحاكمة والحكام العرب، قائلاً: إن الحكام العرب ليس من بينهم رجل رشيد يجمع ويوحد كلمة الأمة، مشيراً إلى أن الأمة ضاعت وتفككت وقادة الأمة لا يتحركون وسيحاسبهم الله، فالسودان والصومال والعراق فى طريقهم للتقسيم والعالم الإسلامى يتقطع وملئ بمشاكل حادة بين الشيعة والسنة، واصفاً المسلمين بأنهم "مهرتئيون" فى كل جوانب حياتهم، مشيراً أن المسلمين فى حاجة إلى تفعيل القرآن فى حياتهم لأن أخلاقهم ساءت.
وأضاف وكيل الأزهر، أن القرآن مهمل من قبل المسلمين فهم عملوا القرآن تحفة يضعونها فى المنزل والسيارة "ديكور"، كما تم عمل القرآن نغمة للموبايلات، مشيراً إلى أن شهر القرآن قد ولى فماذا قدم المسلمون فيه غير المسلسلات والفجور والمجون والسحور على أنغام الراقصات، مؤيداً لرأى الشيخ أبو العزائم بضرورة استخدام ما لدينا من أسلحة وأن لا نقف مكتوفى الأيدى ضد تلك الإساءات للإسلام، وفى كلمته انتقد وكيل الأزهر السابق تعامل الحكومة مع أزمة القمح واستيراد القمح من روسيا وتوارد أنباء عن عدم تمكن روسيا من تصدير القمح لمصر أصيب أفراد الحكومة بلا استثناء بـ"الإسهال".
من جانبه، قال اللواء أحمد شوقى الحفنى الأمين العام المساعد للقيادة الشعبية الإسلامية، إن هناك عداءً بين المسحيين الغربيين والإسلام، وظهر هذا واضحاً فى خطاب الرئيس جورج بوش واستخدامه لمصطلح الحرب الصليبية، مشدد على ضرورة امتلاك العالم الإسلامى للقوة والتى وصفها بأنها حائط الصد له، مشيراً إلى أن معظم العالم الإسلامى مديون ما عدا إيران وماليزيا، بل هما الدولتان الوحيدتان اللتان تطلبان التزود بالتكنولوجيا من الخارج، مطالباً المسلمين بالتظاهر السلمى بجميع أنحاء العالم برفع الكتب السماوية الثلاثة.
أما الدكتور عمار على حسن الباحث السياسى والمتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، أدان عدم اعتناء الحكام المسلمين بقضية حرق المصحف وعدم استنكار أحد لهذا الجرم، مشيراً إلى أن مثل هذا الفعل خطير وأن الغرب تصرفوا دون أن يتدبروا حكمة التاريخ التى قالت إن كل القوى الغربية على مدار التاريخ انكسرت ورجعت إلى بلادها، مشيراً إلى أن فكرة حرق المصحف فكرة مستهجنة، وعلى العكس فطيلة قيام الإمبراطورية الإسلامية لم يفكر أحد فى هدم كنيسة، بعكس الكنيسة الكاثولوكية عندما دخلت مصر هدمت معابد المصريين القدماء وبنوا كنائس.
وأضاف عمار، أن الآن توجد أنظمة فاسدة مستبدة، وأن الذى حول بيننا وبين أعدائنا هى تلك الأنظمة المستبدة، مشيراً إلى أن القرآن فُهم بشكل سيئ من المسلمين، ولم يعد المصدر الأول فى حياتهم، وانتقد عمار الأنبا بيشوى، بقوله إن المسلمين ضيوف على مصر، لأن العرب فى مصر قبل الإسلام بقرون ولأن الأغلبية المسيحية ظلت فى مصر حتى العصر الفاطمى ثم تحولوا بعد ذلك إلى الإسلام.
يذكر أن الشيخ محمود عاشور وجه انتقاداً حاداً للدكتور عمار على حسن، لقول الأخير فى كلمته، إن الرسول قد مات وانتهى، مما جعل الشيخ عاشور يرد عليه بأنه لا ينبغى على المؤمن أن يقول الرسول قد مات وانتهى، بترديد جملة "ما ينفعش" بصوت عالٍ أربعة مرات، مما أدى إلى قيام الحضور بالتصفيق الحار لوكيل الأزهر، لكن الدكتور عمار وضح موقفه من تلك العبارة بأنه يقصد أن الرسول قد مات ولكن تبقى سنته بين المسلمين.