بتاريخ: 08-05-2011
حذر الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، من الانزلاق إلى غياهب الفتنة الطائفية الذميمة، وقيام حرب أهلية على أثر محاولات بعض المغرضين الخارجين على الشرعية بالتعدى على سيادة القانون وهيبة الدولة من مثيرى الفتنة والاختلاف بين أبناء الأمة الواحدة، مطالبًا المجلس العسكرى والجهات الأمنية المختصة بالحكومة بالقيام بواجبها فورا ودون تأجيل، باتخاذ الإجراءات المناسبة والرادعة والكفيلة لعدم تكرار ووقف ذلك العبث بأمن مصر واستقرارها.
وطالب جميع المواطنين والمفكرين والمثقفين ورجال الدين الإسلامى والمسيحى بتحمل مسئولياتهم الوطنية فى وأد محاولات الفتنة الطائفية بين نسيج الوطن الواحد، الذى نجح فى تحدى محاولات الوقيعة على مر الأزمان والعصور.
ولفت المفتى أن مصر تمر حاليا بمرحلة حرجة ومفصلية فى تاريخها المعاصر، تسعى خلالها بعض الأيادى الخفية فى نشر الفوضى وعدم الاستقرار فى مصر، فى محاولات يائسة لإغراقها وإضعافها داخليا وخارجيا.
كما دعا المفتى إلى عقد مؤتمر عاجل وفورى يجمع كافة التيارات والأطياف الدينية والثقافية، لحل ملابسات الخلاف وإزالة سوء الفهم بين الطرفين، ووصف مفتى الجمهورية ما يعيشه المصريون هذه الأيام بأنه شيء لا يصدقه عاقل، مؤكدا أن لعنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ تَحُل على من أثار الفتنة وأيقظها من سباتها، وأكد: علينا كمسلمين أن ننفذ وصية رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بأقباط مصر خيرا، فإن لهم ذمة ورحما، فمن ظلم ذميا أو أنقصه من حقه فرسول الله حجيجه يوم القيامة.
وأضاف أن دار الإفتاء، كمؤسسة دينية، تتعهد ببذل جهودها الكاملة فى محاولة لعودة الائتلاف إلى جموع المصريين مسلميهم ومسيحييهم الذين تربطهم أواصر مشتركة.
كما أكد استنكاره للأحداث الطائفية الدامية المؤسفة بمحافظة الجيزة مساء أمس، السبت، واعتبرها عبثا بأمن مصر، ولا يمكن أن تصدر من أشخاص متدينين يعلمون حقيقة دينهم سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين.
وطالب مفتى الجمهورية جميع المصريين بالتكاتف والوحدة والتآزر والتآلف فيما بينهم، لدرء أى فتن، ولمواجهة هؤلاء العابثين بأمن مصر واستقرارها، مشددا على رفضه لحالة الانفلات التى تشهدها البلاد، رافضا فى ذات الوقت أن ينسب هذا العمل إلى جماعة أو طائفة تنتمى إلى الإسلام الذى يدعو إلى الرحمة والمغفرة ويرقى بآدمية الإنسان أيا كان جنسه ودينه وعقيدته إلى مستوى أعلى من المقدسات نفسها.