دعا فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الجماعات الصوفية خلال الندوة التي عقدها المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعاون مع نقابة الأشراف تحت عنوان " سماحة الإسلام " بمقر نقابة الأشراف أمس الثلاثاء إلى الصبر والتحلي بالحكمة في التعامل مع السلفيين أعداء الأضرحة الذين انحرفوا عن المنهج السوي الذي يسير عليه أهل السنة والجماعة، خاصة بعد أن قرأ هؤلاء وحدهم وفهموا وحدهم دون الرجوع إلى فهم العلماء والسلف الصالح، ففرض هؤلاء بعقولهم الثقيلة ما فهموه جهلا من تلقاء أنفسهم على المسلمين، موضحاً أن أعداء الأضرحة لم يقبلوا ما فهمناه عن رسول الله لضيق عقلهم وفهمهم وحينما قلنا لهم الخلاف لا فائدة له خاصة وأننا نتفق على كل شيء في الإسلام ولم نختلف إلا على مسائل فرعية طفيفة فتعالوا نتغاضى عن هذه الأشياء الفرعية التي تفرق شتات الأمة ردوا علينا بــ " لا.. إما هذه وإما الدم" مرددا قوله تعالى " فصير جميل والله المستعان". وأوضح فضيلته أن هذه الجماعات درجت على قلة الفهم والصوت العالي ، مؤكدا أنهم فهموا حديث النبي الذي قال فيه" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد" بطريقة خاطئة، شارحا أن كلمة مسجد في اللغة "مصدر ميمي" بمعنى الدلالة على المكان والزمان والحدث وهو يعني أن السجود للذي في القبر ونحن لم نفعل ذلك.والسلفيون لا يعرفون معنى المصدر الميمي وأضاف أنه لا يوجد مسلما على وجه الأرض عبد محمدا (ص) ولو تحديا لمعجزته حينما دعا ربه قائلا"اللهم لا تجعل قبري من بعدي وثنا يعبد " فاستجاب له الله، مشيرا إلى أن هناك من المسلمين يسمون البهائيين وهم الذين عبدوا "البهاء" ومن المسلمين من عبد "الحاكم بأمر الله" إلا انه لا يوجد من عبد محمدا على مر التاريخ.
وأكد الإمام أن طريق المتصوفة إلى حب النبي وعطرة أهل بيته والأولياء، بني على الفهم الصحيح للكتاب والسنة عن العلماء، مشيراً إلى أن طريقهم كان الذكر والفكر والفهم، فهل إذا تمسكوا بهذا يكونون قد خرجوا عن كتاب الله وسنة رسوله؟ مؤكداً أنه لا لائمة عليهم إذا ثاروا من أجل دفاعهم عن حب أل البيت.
وتساءل المفتى عن الذنب الذي جناه أهل التصوف لفهمهم الصحيح للكتاب والسنة، في الوقت الذي ضل فيه أقوام آخرين لم يفهموا ولم يقرءوا، لافتاً إلى أنهم عند مناقشتهم تجدهم يستدلون بما لا يستطيعون فهمه فيتشددون في مسائل خلافية، رغم وضوح الدليل عليها، مؤكداً جواز بناء المسجد على القبر وصحة الصلاة به لقوله تعالى "قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا" موضحا أن هذا مما يرضى الله تبارك وتعالى، خاصة وأن شرعنا هو شرع من قبلنا من الأمم إلا أن يأتي ناسخ له.
واختتم المفتي حديثه بأن الرسول (ص) ترك المسلمين على المحجة البيضاء وأخرجهم من الظلمات إلى النور، مؤكدا أنه لم يطلب منهم أجرا إلا المودة في القربى كما جاء على لسانه في القرآن، متسائلا: "هل ثقلت علينا وصية رسول الله أن نتنصر لأهله ونحبهم ونقدرهم ونعلي من شأنهم أحياءا وأمواتا، ليخرج علينا هؤلاء بممارستهم المملوءة بالجهل والإساءة لأضرحة أهل البيت والأولياء الصالحين؟".